الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في البنك الربوي والإنفاق على الأهل منه

السؤال

زوجي يعمل في بنك ربوي قسم الكفالات ـ قسم يعمل كوسيط بين البائع والمشتري مقابل عمولة مالية ـ وهي معاملة صحيحة شرعا كما قرأت في إحدى الفتاوى، كما أن زوجي يسعى في البحث عن عمل آخر رغم صعوبة ذلك وعدم وجود أي خيار أو بارقة أمل حاليا وسؤالي: ما دوري أنا كزوجة غير حثه على البحث عن عمل آخر؟ وما المطلوب مني تجاه المال الذي يقبضه والذي نصرف منه؟ مع العلم أنني خريجة هندسة مدنية حديثا وليست لدي خبرة ولدي طفلان ـ سنة وسنتان ـ فهل أبحث عن عمل وأتولى مصروف البيت؟ أم أحافظ على إدارة بيتي وأطفالي وأصبر ليحل الله مشكلتي؟ وما هي نصائحكم لي في كلا الحالتين؟ وجزاكم الله عنا خيرا وأرجو منكم الدعاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم تتضح لنا طبيعة القسم الذي يعمل به زوجك في البنك الربوي، والحكم على الشيء فرع عن تصوره غير أنا بينا في فتوى سابقة عدم مشروعية العمل في البنك الربوي مهما كانت طبيعته.

ولم يظهر المقصود من قولك: وهي معاملة صحيحة شرعا كما قرأت في إحدى الفتاوى ـ وهل تقصدين مجرد الكفالة؟ أم خصوص عمل زوجك في هذا القسم؟ فإن كان أفتاه عالم معتبر بحل هذا العمل فيسعه تقليده في ذلك، وعلى كل فبناء على حرمة العمل في البنك الربوي مطلقا، كما بينا في الفتوى المحال عليها آنفا فإنه لا يجوز لزوجك البقاء في العمل بذلك البنك إلا إذا لم يجد غيره وكان محتاجا للبقاء فيه لنفقة نفسه وعياله فله البقاء حينئذ بقدر الحاجة حتى يجد غيره، ولا حرج عليك في تناول ماله، وأما عند عدم اضطراره للعمل فحكم تناولك لمال زوجك الحرام قد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 19674، أن ذلك جائز إذا لم تكن الزوجة قادرة على الكسب والاستغناء عن مال زوجها الحرام، فإذا أمكنك الكسب وصار لك مال تستغنين به لم يجز لك تناول مال زوجك الحرام، وهذا لا يسقط وجوب نفقتك ونفقة أولاده فالواجب عليه الكسب الحلا ل والنفقة عليكم منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني