الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وضع الوديعة البنكية المشروطة للحج في بنك ربوي

السؤال

عندنا لنقدم للحج يجب أن نضع مبلغا من المال في البنك، ونأخذ صكا بالمبلغ المذكور ونقدمه لهيئة الحج والعمرة مع الأوراق اللازمة لذلك.
نصحت أهلي بوضع المبلغ في البنك الإسلامي لكنهم رفضوا لأنه بنك أهلي , ووضعوا المبلغ في بنك حكومي ربوي وأخذوا الصك وقدموا أوراقهم مع الصك للهيئة المذكورة.
حاليا لا يمكن تحويل المبلغ للبنك الإسلامي، وفي حال سحب التقديم لن يمكنهم التقديم إلا بعد سنتين. فهل أنصحهم أن يسحبوا تقديمهم ولا يذهبوا , ويغلب على ظني أنهم لن يستجيبوا لي وسأتحمل كلاما مؤذيا منهم فقط، علما أنهم ثلاثة واحد منهم سبق له الحج واثنان لم يحجا سابقا؟
وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فوضعهم للمال ببنك ربوي دون أن يكون ذلك شرطا من قبل هيئة الحج لا يجوز لهم ابتداء مع وجود بنك إسلامي يوفر تلك الخدمة،لأن إيداع المال بالبنك الربوي فيه إعانة له ولو كان المال يسيرا والمدة مؤقتة، لكن ما دام سحب المال وتحويله إلى بنك إسلامي غير ممكن الآن إلا بإلغاء التقديم للحج ولن يتمكنوا من التقديم إلا بعد سنتين فلا يلزم سحبه ويجوز لهم إبقاؤه، ولعل أقرب نظير لهذه المسألة ما ذكره كثير من أهل العلم من جواز بذل مال المكوس أو الرشوة إذا تعين بذلها للسماح بالحج، بل يرى بعضهم لزوم بذل المال المحرم غير المجحف لأجل الحج. قال ابن حامد : إن كان ذلك مما لا يجحف بماله ، لزمه الحج ؛ لأنها غرامة يقف إمكان الحج على بذلها ، فلم يمنع الوجوب مع إمكان بذلها ، كثمن الماء وعلف البهائم .انتهى من المغني لابن قدامة .
ولو ترتبت على المبلغ فائدة فيتخلص منها بصرفها في مصالح المسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني