الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للزوج إجبار زوجته على زيارة أمه

السؤال

لا أريد الإطالة عليكم مشايخي الأعزاء، و أتمنى إجابتي مباشرة و ليس إحالة سؤالي على فتوى أخرى جزاكم الله كل خير.
أنا متزوج حديثا منذ تسعة شهور، في بداية زواجي لم أكن أدرك مدى العلاقة بين زوجتي و أمي.. و لكن بعد أن تمعنت جيدا في موقعكم.. أدركت بأن واجب الزوجة أن تعتبر أمي كأمها، لكي تكسب ودها و تحد من المشاكل.. منذ أيام أردت تصفية قلوب أمي و زوجتي فجمعتهن و انفجرن من البكاء. زوجتي بطبيعة صوتها مع البكاء يكون عاليا و أمي بطبيعتها حساسة و عصبية و عندها الضغط.. فاعتبرت أمي تصرف زوجتي من قلة الأدب، و في نفس الوقت أمي قالت لزوجتي بأنها جاهلة و أنها غير صحيحة.. و انفجرن من البكاء و لم أستطع تهدئة الأمور.. فأمي قالت لا أريد رؤيتها.. فأخذت زوجتي و عدت إلى بيتي و حزنت جدا و نمت ليلتها في المستشفى من شدة الحزن.. الآن أطلب من زوجتي العودة إلى بيت أهلي و لكن تقول لي كرامتها لا تسمح لها.. فهل أجبرها على ذلك؟ و هل مسموح لي أن أخيرها بين الذهاب إلى بيت أهلي و إلا تذهب إلى بيت أهلها (من غير نية الطلاق) على أن تبقى في بيت أهلها إلى أن تتنازل لأهلي.. فأنا لا أحتمل أن تبقى زوجتي بعيدة عن بيت أهلي.. أخشى جدا أن أكون ظلمت زوجتي بذلك.. أرجو الإجابة بأسرع وقت ممكن و جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها ، إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه ، لكن ليس من حق الزوج أن يجبر زوجته على زيارة أهله ولا سيما إذا كانوا يسيئون معاملتها، وعليه فلا حق لك في إجبار زوجتك على زيارة أمك. فالذي ننصحك به أن تسعى لإصلاح العلاقة بين أمك وزوجتك وتجتنب ما يعكر صفوها، و ذلك يتطلب الحكمة والمداراة، ويجوز في مثل هذه الأحوال أن تنقل إلى كل منهما عن الآخر كلاما يجلب المودة ويذهب الشحناء –وإن لم يكن واقعا- وليس ذلك من الكذب المذموم ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا. رواه مسلم.

وذكّر زوجتك بفضل العفو والإحسان إلى الزوج وأهله وأن ذلك من حسن الخلق الذي يثقل الموازين يوم القيامة، فإن طاوعتك وذهبت إلى أمك وصلحت العلاقة بينهما فذلك المطلوب، وإن رفضت زوجتك الذهاب إلى أمك فدعها ولا تعنفها واجتهد أنت في بر أمك واسترضائها، وأكثر من دعاء الله أن يصلح ذات البين .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني