الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق أم الصبر على الزوج سيئ العشرة

السؤال

أكره زوجي لأفعاله معي طيلة 18 عاما، تعلمت منه صفات لا أحبها ولا أعرف هل هذا صح أم خطأ، ولكنه يضطرني لذلك، تزوجني وأنا أعمل، كنت أسمح له باستلام راتبي لأننا نعمل في مكان واحد، وبعد سنة زواج رفض إعطائي 10 جنيهات لأبارك لعروسة، مما دفعني لأخذ مرتبي والتصرف فيه لتلبية احتياجاتي، ومن هنا بدأت المشاكل والتعدي بالضرب والسباب، ولجوئي للأهل والأقارب، وكان رأيهم لا تعطيه أقاربه اصرفيه كله في بيتكم، تعرض لشدة وهي توزيع ميراث والده وطالب الجميع بخروجنا من المنزل لأنهم رفعوا قيمته عن ميراثه، وخرجنا وسكنا في شقة بالإيجار، وهنا سامحت ووقفت بجانبه حيث تم شراء قطعة أرض بميراثه فقط وأعطيته راتبي وبعت الذهب، وأعطاني إيصالا بالذهب، وبنينا البيت وقرر الانقطاع من عمله ليعمل أكثر، ولكني نصحته بعدم فعل ذلك، وانفصل وساء العمل الخاص وتركه وظل 3 سنوات لا يعمل، ولا تصدق مدى البر الذي فيه، ويطلب مني نقودا وليس بإمكاني، يتم الشتم والضرب وعلى فكرة عندي ولد وبنت، وقرر بيع البيت قبل أن نسكنه ورفضت، قال لي ليس لك عندي شيء، وتحالف أهله معه، ماذا أفعل يرفض شراء احتياجاتي ويقول أنت تعملين، يرفض الإنفاق على علاجي، عندك تأمين، جاف في التعامل، وباع البيت واشترى أرضا، وساعدته أيضا في البناء، من وجهة نظره هذا واجب الزوجة، أما أنت ما دامت تعملين لا أنفق عليك مما يفقدني الإحساس بالزواج، تصور يصرف ويعمل عمرة ويقول لي أنا لست مكلفا بعمرتك، جرح بعد جرح، وبعد ذلك تعرض لموقف احتاج فيه 1000 جنيه، طلب سلسلتي اليتيمة، رفضت لأنه لا يعمل، أريد أن تسندني لو احتجت، ولذلك باع البيت ب113 ألفا لكي يسدد، واشترى لنا شقة تمليك، وعمل مشروعا وتكرر عدم مساعدتي وتكررت الإهانة والضرب للحصول على مالي، فقط كان يحتاج شيئا للمشروع، الغريب يصرف ويسبني. ويعمل عمرة، بعد 3 سنوات قرر أن يبني بيتا وهنا وافقت بشرط أن يكتب نصفه لي، وتم وبنينا وأدخل البيت دون محارة أو بلاط أتحمل أنا وأولادي وأحصل على أي مال أعطيه له لاستكمال البناء، وذات مرة حدث خلاف أيضا على سوء تصرفه وتم الضرب، وتم قراري بعدم إعطائه إلا ما هو مقرر لي حيث أدفع له قسطا شهريا 400 جنيه، وأصبح يعمل مهنة بسيطة لا تليق بنا، ولكن توقفت عن استكمال البيت ولكني أذنت كراهية له، ولا أعرف هل أسامحه. أحب كل الناس وأدعو لهم وله أيضا، ولكن كلما رأيته أو تذكرت أفعاله معي يحترق قلبي، يا سبحان الله كل هذا الأذى وقلبي يحترق. ما ذنب قلبي أنا أصلي وأصوم وأتصدق وأشتري لأولادي ما يريدونه، وما عليه إلا الملام والله اشتريت كمبيوتر لأولادي بـ 4000 جنيه، قال لى كنت فرشتي الشقة، ليس فيه شكر يريد المرتب ويصرف هو بمزاجه وإلا مشاكل، أقول لابنتي ما رأيك أسلمها لله وأفرش الصالة تقول لي لا سيدمرها فعلا إنه لا يحافظ إلا على ما يريده. هل أنا صح؟ كيف أسامح كيف أنفق مالي أنا أدخر منه لحين متى لا أعرف؟ آسفة على التطويل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف ويقوم بحقه الذي أوجبه الشرع ، ومن ذلك أن ينفق الزوج على زوجته بالمعروف، ولا يلزم الزوجة أن تنفق على نفسها أو بيتها ولو كانت غنية -إلا أن تتبرع بذلك عن طيب نفس- ، وما تكسبه المرأة من عملها فهو حق خالص لها، إلا أن يكون الزوج قد اشترط للسماح لها بالخروج إلى العمل أن تعطيه قدراً منه، فيلزمها الوفاء به، وراجعي في ذلك الفتويين : 35014، 19680
فإن كان الحال كما ذكرت من إجبار زوجك لك على الإنفاق في البيت وأخذ راتبك أو بعضه بغير رضاك، وقيامه بضربك وشتمك عند امتناعك من إعطائه مالك، كل ذلك ظلم ظاهر منه وإساءة للعشرة، فبيني ذلك لزوجك وتفاهمي معه برفق وحكمة ، فإن لم يرجع عن هذه الأمور فإما أن تصبري على تلك الحال وإما أن ترفعي أمرك للقضاء ليزيل عنك الظلم أو يحكم بالطلاق.
لكن ننبهك إلى أن الطلاق ليس بالأمر الهين فلا ينبغي أن يصار إليه إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح ، وإذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق كان ذلك أولى من الفراق ولا سيما عند وجود أولاد.

كما ننبه إلى أن إعانة المرأة لزوجها بمالها –وإن لم تكن واجبة عليها- فإنها من مكارم الأخلاق وكمال المعاشرة بالمعروف ، كما أن الأصل في علاقة الزوجين التواد والتراحم ومراعاة كل منهما لظروف الآخر.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني