الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يترك من وعدها بالزواج وانتظرته لرفض والديه

السؤال

لدي سؤال يا إمام جزاك الله خيرا: سجلت في موقع زواج إسلامي، وقد تعرفت على فتاة ذات خلق ودين وواعدتها على الزواج فوافقت، وقد انتظرتني مدة طويلة لأنني كنت مسافرا، وكانت ترفض الخطاب من أجلي أثناء سفري؛ لأنني وعدتها بالزواج، فلما أخبرت أهلي أنني أريد الارتباط بها رفضوا بشدة لأسباب دنيوية، فلما اجتهدت في إقناعهم توترت العلاقة بين أبوي حتى كادوا أن يمرضوا بالرغم أنه ليس لديهم اعتراض لأجل فتاة اختاراها قبل دخولي لموقع الزواج وواعداني بذلك، ولكن تفاجأت أنهم غيروا رأيهم، والآن أنا حزين جدا من أجل الفتاة لأنها رفضت الخطاب من أجلي، وهذا الشيء يؤنب ضميري كثيرا، وخاصة أنني لا أستطيع أن أمارس حياتي العملية بسبب الحزن، فكيف أجبر بخاطر الفتاة وخاصه أنها انتظرتني فترة طويلة ورفضت الخطاب من أجلي؟ فهل أنا المذنب بالرغم أن أهلي هم الذين أوعدوني من البداية قبل أن أتواصل مع الفتاة؟ أستصغر نفسي تجاه الفتاة لأنها ضحت كثيرا من أجلي وعجزت عن إقناع أهلي خوفا من أن أخسرهم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت هذه الفتاة مرضية في دينها وخلقها فلا ينبغي لوالديك الاعتراض على زواجك منها، وما يمكنك فعله هو الاستمرار في محاولة إقناعهما بالموافقة على زواجك منها مستعينا بالله أولا ثم بمن ترجو أن يكون قوله مقبولا عندهما، فإن اقتنعا فالحمد لله، وإن أصرا على الرفض، وخشيت أن يتضرر والداك بسبب هذا الموضوع فيجب عليك طاعتهما وترك الزواج من هذه الفتاة، وراجع الفتوى رقم: 76303، ففيها بيان عدم جواز مخالفة الوالدين إذا كانا يتأذيان من ذلك أذى ليس بالهين.

وأما الوعد فالوفاء به مستحب في قول جمهور الفقهاء وليس بواجب، كما هو مبين بالفتوى رقم: 12729.

ثم إنك قد منعك من الوفاء به مانع له اعتباره، والظن بهذه الفتاة أن تتفهم هذا العذر، ولعل الله تعالى يغني كلا منكما من سعته، فيقدر لها زوجا آخر صالحا، ويرزقك زوجة أخرى صالحة، وذلك على الله يسير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني