الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: ما ينبت عرق من حرمل ولا أصل..

السؤال

ما مدى صدق هذا الحديث؟ قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ما أنبت الحرمل من شجرة ولا ورقة ولا ثمرة إلا ّوملك موكل بها حتى تصل إلى ما وصلت إليه أو تصير حطاماً وأن في أصلها وفرعها لسراً وأن في حبها الشفاء من اثنين وسبعين داء ـ وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: أمّـا الحرمل فما يقلقل له عرق في الأرض ولا ارتفع له فرع في السماء إلا ّ وكّل به ملك حتى يصير حطاماً ويصير إلى ما صارت عليه، فإن الشيطان ليتنكب سبعين داراً دون الدار التي هو فيها وهو شفاء من سبعين داء أهونه الجذام فلا تغفوا عنه ـ وهل هو يبعد الشيطان عن البيت ويقرب الملائكة وتحل البركة والرزق في البيت بإذن الله تعالى؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نجد في فضل الحرمل حديثا صحيحا ولا شبه صحيح، وأقرب ما وجدناه لما ذكره السائل ما رواه ابن بشكوال في الآثار المروية قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب قراءة عليه قال: أنا أبي رحمه الله قال: نا عبد الرحمن بن مروان القلابسي نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الناجي نا أحمد بن خالد نا إبراهيم بن محمد نا عون بن يوسف عن عبد الله بن عمر بن غانم قال: ني إسماعيل بن عياش الحمصي عن بعض القرشيين عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما ينبت عرق من حرمل ولا أصل ولا فرع ولا ورقة ولا زهرة إلا وملك موكل بها حتى تصل إلى من وصلت إليه، وإن في أصلها وفرعها النشرة، وإن في حبها الشفاء من اثنين وسبعين داء، فتبخروا بالكندر فإنها بخور كل شيء، وما من أهل بيت يتبخرون به إلا نفت عنهم كل شيطان فاغر فاه باسطا يده، وإنها لتنفي عن اثنين وسبعين دارا حولها كما تنفي عن أهل تلك الدار ـ قال ابن غانم: ما يسرني بمعرفة الحرمل ألفي دينار، وقال أحمد بن خالد: كان أبو إسحاق يعجب بحديث الحناء لمالك وحديث الحرمل لابن غانم، وإنما كتبتهما لإغراب أبي إسحاق بهما. اهـ.

وهذا لا يصح، إبراهيم بن محمد بن أبان قال الأزدي: منكر الحديث.

وعون بن يوسف ضعفه الدارقطني، وشيخ إسماعيل بن عياش لم يُسم، قال أبو اليمان: كان من أروى الناس عن الكذابين، وهو في حديث الثقات من الشاميين أحمد منه في حديث غيرهم. اهـ.

وهذا الحديث ذكره الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب.

وأما الحديث الثاني فلم نجده إلا في كتب بعض أهل البدع، وللفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 113100.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني