الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث: ويل للنساء من الأحمرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالسؤال/ أريد معرفة شرح الحديث الشريف قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:( ويلٌ للنساء منَ الأحمرين : الذهب والمعصفر )(حسن) ( رواه البيهقي فـي الشعب ) عن أبـي هريرة .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالحديث المذكور في السؤال هو "ويل للنساء من الأحمرين: الذهب والمعصفر". رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في شعب الايمان وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأما معناه فقد قال المناوي في فيض القدير: قال في مسند الفردوس (( يعني يتحلين بحلي الذهب ويلبسن الثياب المزعفرة، ويتبرجن متعطرات متبخترات كأكثر نساء زماننا فيفتن بهن.
وذكر ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر هذا الحديث ثم أعقبه بحديث أبي أمامة رضي الله عنه وفيه: " أريت أني دخلت الجنة فإذا أعالي أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المؤمنين، وإذا ليس فيها أحد أقل من الأغنياء والنساء! فقيل لي: أما الأغنياء فإنهم على الباب يحاسبون ويمحصون. وأما النساء فألهاهن الذهب والحرير..... " الخ الحديث. قال: وبه يعلم معنى قوله "ويل للنساء من الأحمرين ...." في الحديث الذي قبله/ أي هذين سبب للهوهن وإعراضهن عن الخير وليس المراد به ظاهره لأنهما حلالان لهن إجماعاً. أهـ . إلا أن حديث أبي أمامة الذي ذكره ابن حجر الهيتمي لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد رواه أحمد والطبراني في الكبير وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال شعيب الأرناؤوط ضعيف جدا.
إلا أن الجزء المستشهد به منه له شواهد وأدلة أخرى.
ونقل السفاريني في غذاء الألباب حديث: ويل للنساء من الأحمرين وأمثاله من الأحاديث الدالة على تحريم الذهب والحرير والمعصفر على النساء وعقب قائلاً: فكل هذا وأضرابه -على تقدير صحته محمول- على تحريم سابق لصحة أحاديث الإباحة، ولهذا اتفق الأئمة على إباحته لهن. أهـ .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني