الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاقتراض بالربا للضرورة

السؤال

عندي سؤال وأرجو من الله العلي القدير أن تساعدني يا شيخنا في الإجابة عليه: أنا رجل أبلغ من العمر 43 عاما متزوج وأب لثلاثة أولاد، أكبرهم عمره 14 عاما أعيش في السويد منذ 10 أعوام، وقصتي باختصار أنني أجريت عملية جراحية في العمود الفقري منذ 4 أعوام، وقد فشلت العملية وأصبحت معاقا بنسبه 50 في المائة، وأصبحت عاطلا عن العمل منذ أربع سنوات، ولا أستطيع العمل وأعيش أنا وأسرتي عن طريق المعونة المرضية، وهي لا تكاد تكفي المعيشة هنا، وهذه المعونة أحصل عليها من الدولة هنا، ومشكلتي هي أن أولادي وخاصة الكبير منهم بدأ في الاندماج مع المجتمع السويدي، وتقبل عاداتهم والاندماج في تقاليدهم، وبدأ في البعد عن الدين الإسلامي، فعلى سبيل المثال وليس الحصر مشكلتي مع المدرسة التي تجبرهم على مشاهدة الأفلام الجنسية بحجة الثقافة الجنسية، وحثهم على ممارسة الزنا، والأخطر من هذا هو تشكيك الأولاد في الدين الإسلامي بشتى الطرق، وآخر شيء أو آخر درس طلبوا من الأولاد أن يخترعوا دينا جديدا وإلها جديدا ويدعو إليه الطالب بحجة أنه بحث علمي والله العظيم هذا ماحدث، بخلاف أمور كثيرة لم أذكرها حتى لا أطيل عليك.
المهم أريد الهرب بأولادي من هذه الدولة إلى دولة إسلامية أستطيع فيها أن أربي أولادي بما يرضي الله، ولكنني لا أملك من المال ما يساعدني ولا أقاربي أيضا يستطيعون مساعدتي، ولا أستطيع أن ألجأ إلى بنك من البنوك الإسلاميه للحصول على قرض إسلامي والحل الوحيد أمامي هو اللجوء إلى بنك من البنوك الأوروبية هنا حتى أستطيع أن أحصل على قرض أقدر أن أبدأ به مشروعا صغيرا أعيش منه أنا وأولادي في الدولة الإسلامية، علما أن المساعدة المالية التي أحصل عليها من السويد سوف تتوقف عند مغادرتي للبلد، وبذلك لا يكون عندي أي مصدر رزق آخر، ووضعي الصحي لا يسمح لي بالبدء من الصفر والبحث عن عمل يدوي، ولا يوجد أمامي سوى أن أفتح محلا مثلا سوبر ماركت أو ما شابهه حتى نعيش منه أنا وعائلتي.
فبالله عليك أفدني ماهو رأي الدين في مثل هذه الحالة وأنا مضطر إلى هذا القرض؟ فهل أتوكل على الله وأحصل عليه وأنجو أنا وأولادي من هذه البلد؟ علما بأنني سوف أسدد هذا القرض على دفعات شهرية وفائدة على عدة سنوات، وإذا كنت لا أستطيع الحصول على القرض فبماذا تنصحني؟ أفدني أفادك الله ولكم جزيل الشكر على سعة صدركم. وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تبادر بالهجرة بأولادك من البلد الذي أنت مقيم فيه إلى بلاد الإسلام، وأما الاقتراض بالربا فإنه محرم ولا يباح إلا عند الضرورة، فإذا كنت تعلم أنك لن تجد مجالا يفي بحاجتك وحاجة من تعول من المسكن والمطعم وغيرهما من الضرورات فلا بأس بالاقتراض بالفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني