الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم البحث والتعمق في معرفة أحوال الشياطين

السؤال

سماحة المفتي المكرم : كيف يقوم عالم الشياطين، حيث لكل مولود شيطان يأمره بالمنكر ويبقى معه مادام حياً ويموت حالاً عند موته، وهل أيضاً يمرض لمرضه ومن يمرضه أو يطببه، وهل هناك شيطان لفلان أسوأ من شيطان لآخر مثل اختلاف المخلوقات ,....و.... و.... ، إن هذه الاستفسارات لمعرفة ماهية حياة الشياطين وكيف يتناسلون لتأمين شيطان لكل مولود وهل يحزن عالم الشياطين على وفاة من توفي بوفاة الانسان الذي هو ملازم له؟ وجزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ورد في الشرع ما يدل على أن لكل إنسان شيطانا يلازمه ولا يفارقه ، ففي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ. قَالُوا: وَإِيَّاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ.
وأما البحث والتعمق في معرفة أحوال الشياطين وكيف يتناسلون وهل يحزنون و غير ذلك، فهذا من البحث فيما لا فائدة فيه.

قال الشاطبي (رحمه الله) : كُلُّ مَسْأَلَةٍ لَا يَنْبَنِي عَلَيْهَا عَمَلٌ؛ فَالْخَوْضُ فِيهَا خَوْضٌ فِيمَا لَمْ يَدُلَّ عَلَى اسْتِحْسَانِهِ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ، وَأَعْنِي بِالْعَمَلِ: عَمَلَ الْقَلْبِ وَعَمَلَ الْجَوَارِحِ، مِنْ حَيْثُ هُوَ مَطْلُوبٌ شَرْعًا. الموافقات.

وإنما ينبغي الاشتغال بما فيه النجاة من شر الشيطان و كيده ومعرفة مداخله ووسائله في الغواية ونحو ذلك ، وراجع الفتويين : 125074، 16408.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني