الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقع الطلاق بمجرد حكايته دون قصد إنشائه

السؤال

فضيله شيخ الإفتاء أولا أريد أن أقول إنني والله أحبكم في الله وشكرا لكم لمجهودكم يا شيخ أنا قبل فترة أول ما تزوجت كنت أتفرج على مسلسل كرتون يدعى شعبيات ويتناول بشكل فكاهي بعض العادات في الأماكن الشعبية وكان في الحلقة الزوج وزوجته يلعبون في الكمبيوتر ففازت الزوجة فانقهر الزوج وقال لها أنت طالق طالق طالق فردت زوجته قالت وأنت مخلوع مخلوع مخلوع فضحكنا أنا وزوجتي وإذا بي أقول ضاحكا مكررا ما قالته الشخصيات الكرتونية أنت طالق طالق طالق وأنت مخلوع مخلوع مخلوع وكانت زوجتي بجانبي وقلتها بمجرد عفوية ولم أكن أقصد إسناد أي شيء لزوجتي وعشنا سعيدين أنا وزوجتي ورزقنا بطفل، وبعد ما حججت بدأت أقرأ أكثر في الدين وسمعت أن هناك ما يسمى لفظا صريحا، وأن حكاية الطلاق لا توقعه وأن طلاق الهازل يقع وصرت متلخبطا والله العظيم لم أقصد إسناد لفظ الطلاق لزوجتي مجرد اندماج وانفعال وكان قصدي فقط محاكاة وترديد ما قاله الممثل في مسلسل الكرتون فهل ما بدر مني يعتبر حكاية طلاق أم ماذا؟ وهل زواجي صحيح وحالتي النفسية سيئة ولا أدري كيف أتصرف؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالطلاق لا يقع دون قصد إنشائه بلفظ صريح أو كناية مع النية أما مجرد حكاية الطلاق من غير قصد إنشائه فلا يلزم منه شيء، وذلك لأن من أركان وقوع الطلاق عند الفقهاء القصد، قال خليل بن إسحاق المالكي: وركنه ـ يعني الطلاق ـ أهل وقصد ومحل ولفظ ـ قال شارحه عليش: أي إرادة النطق باللفظ الصريح أو الكناية الظاهرة.

وقال صاحب البهجة: قوله: وقصد، أي قصد لفظه لمعناه أي قصد لفظه ومعناه، إذ المعتبر قصدهما ليخرج حكاية طلاق الغير، وتصوير الفقيه، والنداء بطالق لمن اسمها طالق. انتهى.

ومما سبق يتبين لك أنه لا يلزمك طلاق فيما صدر منك من حكاية الطلاق الذى سمعته فى المسلسل المذكور، وبالتالي فزوجتك باقية في عصمتك كما كانت ولا داعي لما تشعر به من ضيق وحرج فأبعد عن نفسك مثل هذا الشعور فإنه من مكايد الشيطان الرجيم فاستعذ بالله تعالى من شره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني