الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الملائكة تنظر إلى من يقوم الليل في بيته

السؤال

يتداول في الإنترنت رواية عن نور البيوت وأرجو الإفادة عن صحتها من عدمها، وتقول الرواية: البيوت التي يُصلّى فيها قيام يشّع منها نور يراه أهل السماء، وكما ننظر إلى السماء ليلاً لنرى نور النجوم تنظر الملائكة إلى الأرض لترى نور البيوت التي تنوّر بصلاة أهلها والأعجب من ذلك أن الملائكة إذا اعتادت على رؤية نور بيتك كل يوم ولم تُصل قيام الليل يوماً تسأل عنك لأنها رأت بيتك مُظلماً فيُقال لهم إنك لم تقم لأنك مريض أو مهموم أو غير ذلك فتبدأ الملائكة بالدعاء لك بالشفاء أو تفريج الهم والدعاء لك حسب حاجتك، شوقاً لرؤية نور بيتك المضاء بسب صلاتك، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قيام الليل ينور صاحبه، لما فيه من الاشتغال بالصلاة والتلاوة والذكر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والصلاة نور. رواه مسلم.

وقال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء. رواه ابن حبان وصححه الألباني.

قال المناوي في فيض القدير: فإنه نور لك في الأرض ـ فإنه يعلو قارئه العامل به من البهاء ما هو كالمحسوس. اهـ.

وقد حكى ابن رجب الحنبلي: أن كعبا قال: إن الملائكة ينظرون من السماء إلى الذين يتهجدون بالليل كما تنظرون أنتم إلى نجوم السماء. اهـ.

وقال ابن الحاج في المدخل: وفي قيام الليل من الفوائد جملة، فلا ينبغي لطالب العلم أن يفوته منها شيء فمنها: أن يحط الذنوب كما يحط الريح العاصف الورق اليابس من الشجرة.

الثاني: أنه ينور القلب.

الثالث: أنه يحسن الوجه.
الرابع: أنه يذهب الكسل، وينشط البدن.

الخامس: أن موضعه تراه الملائكة من السماء كما يتراءى الكوكب الدري لنا في السماء. اهـ.

وأما التفصيل المذكور في كون الملائكة تدعو لك بالشفاء أو تفريج الهم فلم نعثر على نص فيه بحسب بحثنا، ولكن تفقد الملائكة للصالحين والدعاء لهم معروف في الشرع وقد ورد في الحديث: إن للمساجد أوتادا هم أوتادها لهم جلساء من الملائكة فإن غابوا سألوا عنهم، وإن كانوا مرضى عادوهم، وإن كانوا في حاجة أعانوهم. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني