الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق قبل الدخول طلاق بائن لا يملك الزوج فيه الرجعة

السؤال

أنا امرأة تونسية تزوجت منذ 8 أشهر، قبل الدخول وقع الطلاق حيث إنه بعد عقد الزواج حصلت مشكلة كبيرة بيني وبين عائلة زوجي، واتصل بي عبر الهاتف وتشاجرنا شجارا عنيفا، واشتد غضبه وبدأ يشتم ويسب وفقد صوابه وأصبح كالمجنون إلى حين أن قال لي أنت طالق.
وبعد مضي 3 أشهر من الزواج ولم يحصل الحمل ذهبت أنا وزوجي إلى طبيب، وبعد القيام بالتحاليل اللازمة تبين أن زوجي غير قادر على الإنجاب، وأن عدد الحيوانات المنوية قليل جدا، فوصف له الطبيب دواء يؤثر على أعصابه وأصبح كثير الاكتئاب وحالته النفسية أصبحت سيئة جدا، سواء معي أو مع عائلته أو أصحابه، وبدأت المشاكل بيني وبينه، وفي كل مرة يشتد غضبه ويبدأ يكسر أواني المطبخ ويبدأ يضربني ضربا مبرحا ويشتمني ويقول لي كلاما بذيئا، وبعد كل مشكلة يقول أنت طالق. ولعلمك سيدي الكريم أنه في كل المرات كان كالمجنون لا يعي ما يقول ولا يعي ما يفعل، والأهم أنه يعاني من حالة نفسية سيئة جدا نظرا للظروف الصحية القاسية التي يمر بها، وهو الآن نادم ندما شديدا، ولعلمك سيدي الكريم أنه وفي كل المشاكل كانت أمه وأمي معنا، ولاحظت أن سلوكه وتصرفاته غير عادية بالمرة.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا أحوال الطلاق في الغضب في الفتوى رقم :1496.
فإن كان زوجك تلفظ بالطلاق مغلوبا على عقله فلا يقع طلاقه، سواء كان ذلك قبل الدخول أو بعده ، أما إن كان الغضب لم يسلبه وعيه فطلاقه نافذ ، وإن كان وقع قبل الدخول فهو طلاق بائن لا يملك فيه الرجعة، فإن كان أرجعك بعد الطلاق (قبل أن يدخل بك أو يخلو بك خلوة صحيحة) من غير تجديد عقد فلست له بزوجة ولا يلحقك طلاقه ، وعليه أن يجدد العقد مع وليك في حضور شاهدين إن كنتما ترغبان في الزواج، وانظري الفتوى رقم : 20741.

وإن كان سلوك زوجك بالحال التي وصفت فينبغي أن يسعى في علاج نفسه عند الأطباء المختصين ، فعن أسامة بن شريك -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم. رواه أبو داود.

ولمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني