الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من يشك في أداء الصلاة

السؤال

جزاكم الله الجنة على جهودكم العظيمة
سؤالي : أنا علي قضاء إحدى الصلوات ولا أتذكر أي فريضة كانت .. وكنت أنوي قضاء الخمس صلوات كلها
ولكني الآن أعاني من الوسواس القهري، وتأتيني فترات أنسى فيها كثيرا وأشك بكل شيء هل صليت هل توضأت وهكذا.
لكن هذا النسيان والشك لا يتملكني كل الأيام إنما يأتي فترة ويذهب، وأنا أعتقد ويغلب على ظني أني قضيت هذه الصلوات ولكني لست متأكدة، وأعتقد أن نسياني هذا بسبب الوسواس.
فلا أدري هل أعيد قضاءها أو أتجاهل ذلك، علما بأني أعرف حكم من يستنكحه الشك ، لكن هذا الشك لا يستنكحني كل الوقت إنما يأتي عدة أيام أو أسابيع ويزول .. والآن منذ عدة أيام أشك في الوضوء والصلاة ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم : 173779، ما يجب على من لزمه القضاء ونسي عين الصلاة الفائتة ، ثم إن من شك في فعل الصلاة فالأصل أنه لم يفعلها ومن ثم فيلزمه قضاؤها ، وذهب الحنفية إلى أنه إن شك بعد خروج الوقت لم يلزمه القضاء ، وإن كان عنده ظن غالب بأنه صلى فإنه كاليقين يخرج به من العهدة ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم :175681، هذا كله في حق غير الموسوس. أما الموسوس فلا يطالب بالقضاء، فإذا غلب على ظنه أنه صلى ثم طرأ عليه الشك بعد ذلك فإنه لا يعيد تلك الصلاة ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 51898 ،

وعليه؛ فما دامت السائلة تعتقد ويغلب على ظنها أنها قضت تلك الصلوات فلا تطالب بالقضاء مرة أخرى، لأنها تعاني من الوسواس وتنسى كثيرا وتشك كثيرا ، والذي ننصحها به ـ هو أن تتجاهل تلك الوساوس جملة ولا تلفت إليها ، فإن الاسترسال معها من أعظم ما يجلب العناء والحرج والمشقة ، نسأل الله لها العافية ولجميع المبتلين بهذا الداء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني