الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل العلم أحب إلى الله من فضل العبادة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى شيوخنا وعلمائنا الأفاضل أرجو إفادتي بهذا القول الذي كثر نشره في المنتديات .. واعذروني الموضوع طويل شيئا ما.. وهذا هو خلاصة الموضوع.
((( إن أفضل عمل يتقرب به الإنسان إلى الله ليس الصلاة ولا الصوم ولا الزكاة ولا الحج، ولكن أفضل عمل يتقرب به الإنسان إلى الله هو طلب العلم الديني والفقه في دين الله، فدرس العلم عندما نحسب أجره نجده فوق كل تصور وأبعد من كل خيال))
من خلال هذا البحث أسفله الذي تكرر في منتدانا ....
1.المؤمنات القانتات(متجدد)
بسم الله الرحمن الرحيم
فضل وشرف طلب وطالب العلم.
إن أفضل عمل يتقرب به الإنسان إلى الله ليس الصلاة ولا الصوم ولا الزكاة ولا الحج، ولكن أفضل عمل يتقرب به الإنسان إلى الله هو طلب العلم الديني والفقه في دين الله، فدرس العلم عندما نحسب أجره نجده فوق كل تصور وأبعد من كل خيال، فقد ورد في الأثر في أجر مجلس العلم قولهم: مجلس علم وإن قل خير من عبادة سبعين سنة ليلها قيام ونهارها صيام من غير علم، فلو أن واحدة مكثت سبعين سنة تقوم الليل وتصوم النهار(على غير علم) وجاءت أخرى لم تعمل مثلها ولكنها حضرت مجلس علم صححت به عبادتها فإن لها عند الله أجرا وثوابا أكثر من التي عبدت الله السبعين سنة على جهل، وحتى لا تستكثر واحدة أية مشاق لحضور درس العلم قال المعلم الأول صلى الله عليه وسلم وهو يحث كل مسلم ومسلمة على حضور مجالس العلم قال: {إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا " قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ :"مَجَالِسُ الْعِلْمِ }[1] وقال أيضا: {مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ يَطْلُبُ الْعِلْمَ إِلا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ }[2] لماذا كان لمجلس العلم كل هذا الفضل والمنزلة العليا؟ كانت مجالس العلم أفضل من كل هذه العبادات لأن الرسول قال: {طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُل مُسْلِمٍ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ }[3] لأن من تصلي وتصوم نافلة عبادتها سُنة أما طلب العلم فهو فريضة كما قال. وهو لم يقل مسلمة لماذا؟ لأن كلمة مسلم معها المسلمة فتطلق على الاثنين معاً لأن الإسلام لم يفرق بينهما في شرع الله إن كان في العبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحج، أو في المعاملات الشرعية أو بكل شيء في دين الله على الرجل والمرأة إلا بعض الأمور التي تخص الرجال وبعض الأمور التي تخص النساء، لكن المجمل الكل فيه سواء ولذلك قال: {على كل مسلم} فما هو العلم الفرض على كل مسلمة أن تتعلمه فرض عين عليها؟ أى كل واحدة لا بد أن تعلمه لا ينفع فيه أن تقولي أنا لا أقرأ أو لا أخرج من البيت. هذا فرض. فما العلم الذي هو فرض على كل مسلم ومسلمة أن يتعلمه، أن تتعلمي أركان الإسلام الخمسة التي قال فيها رسول الله: { بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ}. وهذا الحديث الشريف هو مبدأ ومنطلق حديثنا عن العلم المفروض على كل مسلمة. فيجب على المسلمة منا أن تتعلم : أولاً: ثلاثة العقيدة، والصلاة، والصيام، ثم الأمور الخاصة بالنساء. رابعاً. وهذه الأربعة لازمة حتما لجميعهن، ثم تأتي معارف مختلفة لا غنى للمرأة عنها للتعامل مع شؤون الحياة التي تسلتزمها المراحل العمرية والاجتماعية المتعاقبة للمرأة في حينها. وهذه تختلف كثيرا من امرأة لأخرى ومن مرحلة إلى مرحلة تالية، ولنفصل الأمر حتى نفهم معا ما المفروض علينا ؟
الأمر الأول : العقيدة
العقيدة بدءا بالشهادتين وأسرار هذا الإقرار العظيم لله بالوحدانية ولرسوله بالرسالة، وتناولنا أحد أخطر شؤون عصرنا المليء بالضغوط والأحداث المتسارعة، وهو موضوع الرضا بالقضاء والقدر وما نقع فيه من أخطاء. كما تحتاج المرأة في باب العقيدة الصحيحة أن تفهم أسس قبول الأعمال ومعاني الإخلاص لله وكيفية تحرِّي الرزق الحلال، ثم تتعلم كيفية التحصن بالحصون الشرعية حتى لا تقع فريسة الوهم أو الدجل وهي تخوض معترك الحياة بين محب ناصح وحاقد حاسد، وبين أهواء تتقاذفها وغايات قد تعجز عن الوصول إليها.
الأمر الثاني والثالث في العبادات.
هنا تحتاج المرأة لتتعلم الصلاة، وطبعاً معها الطهارة والوضوء لأنها مفتاح الصلاة فيجب أن تعرف كيفية التطهر والوضوء، ثم عليها أن تتعلم أحكام الصلاة، ونحن مطالبات بالأحكام التي بها نستطيع أن نؤدي الصلاة لله ولسنا مطالبات أن نتعلم كل شيء في الصلاة بحيث نفتي فالإفتاء له أناس معروفون، لكن كل مسلمة ملزمة بأن تعرف الأمور التي بها تستطيع أن تصلي و كذلك الصيام أما الزكاة والحج فليس كل مسلم مطالب بهما.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما جاء في هذا المقال صحيح في المجمل، ذلك أن طلب العلم الشرعي والاشتغال به أفضل من الاشتغال بنوافل العبادات من صلاة وصيام ونحو ذلك. ويبين هذا الإمام النووي رحمه الله فيقول كما في المجموع: والحاصل أنهم متفقون على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغالات بنوافل الصوم، والصلاة، والتسبيح، ونحو ذلك من نوافل عبادات البدن، ومن دلائله سوى ما سبق أن نفع العلم يعم صاحبه والمسلمين، والنوافل المذكورة مختصة به، ولأن العلم مصحح فغيره من العبادات مفتقر إليه، ولا ينعكس، ولأن العلماء ورثة الأنبياء، ولا يوصف المتعبدون بذلك، ولأن العابد تابع للعالم مقتد به مقلد له في عبادته وغيرها واجب عليه طاعته، ولا ينعكس، ولأن العلم تبقى فائدته وأثره بعد صاحبه، والنوافل تنقطع بموت صاحبها، ولأن العلم صفة لله تعالى، ولأن العلم فرض كفاية أعني العلم الذي كلامنا فيه، فكان أفضل من النافلة. انتهى.

وآكد العلوم هو علم التوحيد وأركان الايمان، ويليه علم العبادات كما نقله ابن مفلح في الآداب الشرعية عن صاحب المحيط من الحنفية: أفضل العلوم عند الجمهور بعد معرفة أصل الدين وعلم اليقين معرفة الفقه والأحكام الفاصلة بين الحلال والحرام. اهـ.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ورد في فضل هذه الكلمة: شهادة أن لا إله إلا الله، من الدلائل ما يضيق هذا الموضع عن ذكره، وهي أفضل الكلام، وما فيها من العلم والمحبة أفضل العلوم والمحبات، كالحديث الذي في السنن: أفضل الذكر لا إله إلا الله. والآية المتضمنة لها أعظم آية في القرآن، كما في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: يا أبا المنذر أتدري أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال: فضرب بيده صدري وقال: ليهنك العلم أبا المنذر. اهـ.

وقال ابن أبي العز الحنفي في مقدمة شرح الطحاوية: لما كان علم أصول الدين أشرف العلوم، إذ شرف العلم بشرف المعلوم، وهو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع، ولهذا سمى الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه ما قاله وجمعه في أوراق من أصول الدين: الفقه الأكبر وحاجة العباد إليه فوق كل حاجة، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة، لأنه لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها بأسمائه وصفاته وأفعاله، ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه، ويكون سعيها فيما يقربها إليه دون غيره من سائر خلقه. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني