الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من مات صغيرا فهل يكبر في الجنة أم يكون فيها كبيرا

السؤال

هل من توفي طفلها تستطيع في الجنة أن تراه على نفس العمر الذي توفي عليه في الدنيا، وأن تربيه ويكبر أمامها في الجنة وتزوجه في الجنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد أخبرنا الله تعالى في كتابه أنه يجمع المؤمنين بذرياتهم ويلحقهم بهم في الجنة إن كانوا من أهل الإيمان لتقر بهم عينهم ويكمل بهم أنسهم، قال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ {الطور:21}. واتفق العلماء على أن صغار أولاد المسلمين في الجنة، فإذا دخل آباؤهم الجنة كانوا معهم، بل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء الصغار هم من يأخذون بأيدي آبائهم إلى الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ - أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ -، فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ - أَوْ قَالَ بِيَدِهِ -، كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا، فَلَا يَتَنَاهَى - أَوْ قَالَ فَلَا يَنْتَهِي - حَتَّى يُدْخِلَهُ اللهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ. أخرجه مسلم. ولكن دلت الأحاديث أيضا على أن هؤلاء الصغار يردون إلى سن ثلاث وثلاثين سنة والتي هي سن أهل الجنة، فقد روى الترمذي في جامعه من حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَة. قال الترمذي: حسن غريب، وحسنه الألباني. ونحوه عند أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

قال ابن القيم رحمه الله:الجنة لا ينمو فيها الإنسان كما ينمو في الدنيا، فلا ولدان أهلها ينمون ويكبرون، ولا الرجال ينمون، بل هؤلاء ولدان صغار لا يتغيرون وهؤلاء أبناء ثلاث وثلاثين لا يتغيرون.. ومعلوم أن من مات من الأطفال يردون أبناء ثلاث وثلاثين من غير نمو. انتهى باختصار يسير.

فهؤلاء الصغار في الجنة على هذه الحال الكاملة ينعمون ويحبرون في أتم لذة وغبطة، ولهم من الكرامة ما أعده الله لهم مما تقر به عيونهم وعيون أهليهم. فتراه أمه على حال أكمل بكثير من التي مات عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني