الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في تطليق الزوجة والزواج بغيرها عند التضرر من امتناعها عن الفراش

السؤال

عمري 57 سنة، ومنذ حوالي 7 سنوات حدث خلاف بيني وبين زوجتي فطلقتها لسوء معاملتها لي، وفي فترة العدة تعرفت على فتاة مصابة بشلل الأطفال، وعرضت عليها الزواج فوافقت وقمت بخطبتها، ثم تدخل بعض أهل زوجتي للصلح بيننا، فقمت بردها في فترة العدة وصرفت النظر عن الزواج من الفتاة الأخرى، وعادت زوجتي بعد ردها وعشت معها حوالي ستة أشهر قامت فيها بتغيير معاملتها لي عكس ما كانت قبل الطلاق، وكانت تلبي جميع طلباتي خاصة أن عندي شهوة جنسية شديدة، وبعد ذلك بدأت تطلب مني أن أتصل بالفتاة التي كدت أن أتزوجها وأقوم بسبها فرفضت ذلك رفضا مطلقا، لأن تلك الفتاة ليس لها أي ذنب في ذلك، فبدأت زوجتي تدريجيا في تغيير معاملتها لي وبدأت تتمنع عني حتى ألبي لها طلبها، فكانت تقبل مرة أن أجامعها وترفض عشرات المرات، ثم حدثت لي ظروف في عملي وتراكمت علي الديون، وأصبحت مهددا بالحبس، فبدأت في الامتناع عني نهائيا منذ 4 سنوات، وفي كل مرة أطلب منها العلاقة كانت ترفض وتقول لي: لن أنسى أنك كنت ستتزوج امرأة أخرى، وعندما كنت أذكرها بالشرع والدين تقول لي أنت لا تنفق علي، وأنا أنفق على نفسي لذلك ليس لك حق شرعي عندي، وعندي 3 أولاد كبار، ولا أستطيع تطليقها حرصا على صورة أولادي الذين هم في عمر الزواج، والآن لا أستطيع العمل حتى تنقضي المدة التي تنتهي فيها مشاكلي المالية؛ حيث إنني مطلوب القبض علي في قضايا مالية، وسوف تسقط تلك القضايا بعد عدة شهور، والذي ينفق علي الآن هو ابني الكبير ـ بارك الله فيه ـ علما يا سيدى أنني قبل تلك المشاكل في العمل كان دخلي كبيرا جدا، وكنت لا أبخل عليها بأي شيء حتى إن معظم أملاكي كتبتها باسمها كي أظهر لها حبي، وهي الآن تمعن في إذلالي وتعيرني بعدم مقدرتي على الإنفاق، فماذا أفعل يا سيدى؟ أعاني من الحرمان الجنسي معاناة شديدة، ودفعني الشيطان للدخول إلى المواقع المشبوهة على النت لتفريغ طاقتي وشهوتي، أحاول مجاهدة نفسي والشيطان فأنجح في ذلك مرة وأسقط مرات كثيرة، أرجوك يا سيدي أن تدلني على الطريق الصحيح وتنقذني مما أنا فيه بالعلاج النافع إن شاء الله، وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد جعل الشرع القوامة للزوج على زوجته، وأوجب عليها طاعته في المعروف، ومن ذلك طاعتها له إذا دعاها إلى فراشه، فإن امتنعت لغير عذر شرعي كانت ناشزا، وكان لزوجها الحق في تأديبها على الوجه الذي جاء به الشرع، وقد بيناه بالفتوى رقم: 1103. وانظر أيضا الفتوى رقم: 9572.

ومن الغريب ما ذكرت من أن زوجتك كانت تطلب منك أن تتصل بالفتاة التي أردت أن تتزوجها وتقوم بسبها، وقد أحسنت بعدم الاستجابة لها في ذلك، ومن الأغرب أن تمتنع عن إجابتك إلى الفراش حتى تقوم بذلك، فهذا منها طيش وقلة عقل، وامتناعك عن إجابتها لما طلبت ليس عذرا شرعيا في عدم إجابتها لك إلى الفراش.

وأما امتناعها لأجل عدم قيامك بالإنفاق عليها فذلك من حقها، فقد نص الفقهاء على أن الزوج إذا أعسر بالنفقة، أو امتنع من الإنفاق الواجب عليه، جاز لزوجته أن تمتنع عن فراشه، وراجع فتوانا بالرقم: 124684.

فننصح بالسعي في الإصلاح والاستعانة بالله في ذلك، فإن تم الصلح فالحمد لله، وإلا فانظر في أمر طلاقها والزواج من غيرها فالجأ إليه، فمصلحته راجحة ولو مع وجود الأولاد، فإن لم يكن من سبيل إلا الصبر فاتق الله واصبر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، واستعن على العفاف بالصوم ومصاحبة الأخيار وشغل الوقت بما ينفع، وأما الدخول إلى المواقع المشبوهة فداء وليس بدواء، فهو بالإضافة إلى أنه إثم مثير للشهوة فهو دافع إلى الفتنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني