الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلفت أن تطيع زوجها في كل ما يأمرها به فهل تحنث عند كل مخالفة لأمره

السؤال

زوجي عصبي، وعندما تحدث مشكلة كان يضربني، وبعدها قررت أن يحلف على المصحف أن لا يضربني، وفي المقابل حلفت أن أطيعه في كل ما يطلب مني، فطلب مني أن لا يشرب ابني الكولا وقمت بإعطائه الكولا، فهل علي كفارة؟ وهل سيبقى يميني طول العمر، لأنني أخاف أن لا أستطيع أن أفي بيميني، لأن زوجي طبعه صعب، وهناك أشياء يضيق بها علي، وأضطر أن أقوم بها دون علمه، ولكنها لا تغضب الله؟ أرجوكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يعينا وإياك وأن يرزقنا أجر الصابرين. ولتعلمي أن يمينك هذه منعقدة على طاعة زوجك عموما وفي كل ما يطلبه منك، ومن ذلك عدم إعطاء ابنك الكولا، ولذلك فإن الحنث فيها يحصل بأي مخالفة منك وتلزمك كفارة يمين واحدة وتنحل اليمين بذلك، إلا إذا كانت نيتك أنك كلما أو مهما خالفت أوامره فعليك كفارة يمين، فإن الكفارة تتعدد عليك في هذه الحالة بكل مخالفة، وانظري الفتويين رقم: 136912، ورقم: 174597.

ولا فرق فيما تقومين به من المخالفة بين أن يكون بعلمه أو بدون علمه، فإن الجميع يحصل به الحنث إن كان قبل حل اليمين، وفيه الكفارة وتنحل به اليمين، وإن كان بعد حل اليمين فلا كفارة فيه، لكن إن كان له علاقة بالنكاح وتوابعه فإن طاعة الزوج فيه واجبة ولا تجوز مخالفته فيه، وانظري الفتويين رقم: 64287، ورقم: 19419، وما أحيل عليه فيها.

والحاصل أن يمينك تنحل بإعطاء ابنك الكولا أو أي مخالفة أخرى، ما لم يأذن فيها زوجك، وتلزمك كفارة واحدة إلا إذا كنت نويت تكررها عند كل مخالفة فيلزمك ما نويت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني