الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعاشرة بالمعروف مع التغاضي عن بعض الهفوات أولى من الفراق

السؤال

تزوجت منذ سبع سنين رجلا وأحببته جدا ولم أكن أرى رجلا مثله وأسس لي بيت زوجية في السعودية وكان يحبني كثيرا وبعد الزواج كان يجرحني بالتغزل في أي امرأة وبفكرة الزواج بأخري مع العلم بعدم تقصيري معه بشهادته وأنه يقول دائما إنه لو لف الدنيا لن يلاقي مثلي لكل الناس وأنجبت طفلين وكان عندما يعلم أنه ولد لا يجعلني أشعر بالفرح لرغبته في طفلة، مع العلم أنه مثقف، ومنذ حوالي سنة نزلنا مصر فأكثر من السهرات والأصحاب خارج المنزل، وصلاة الجمعة لا يكاد يصحو لها ويحب أن يتفرج على كليبات الأغاني والرقص وكان قبل ما ننزل من السعودية يتفرج على هذا وكنت أغضب منه، لكن لما نزلنا مصر أصبح لا يهمه الأمر، وقبل أن ننزل مصر بسنة اشترينا شقة على المحارة وكتبها باسمي أنا وابني الأكبر ولم نسكنها، وعندما نزلنا مصر أجر لي شقة مفروشة وفتح شركة بالمهندسين وتغير تماما، والأولاد لا يعطيهم حقهم من وقته إلا أنه يصرف عليهم فقط لا غير ويرجع 4 أو 5 فجرا ويسافر دائما وكان دائما يقول لي إن السبب الشغل وعليه التزامات وكنت أصدقه، ومنذ خمسة أشهر بدأ ينزل وزنه ولا ينام وباع عربيته وقال لي إنه تزوج علي منذ خمسة أشهر وزوجته حامل، والعيب ليس في لكنه طماع، وأنا يا فضيله الشيخ ملتزمة، تزوج بامرأة لا ترتدي الحجاب وغير ملتزمة تماما ويقول لي إنها أعجبته مع أنه كان غيورا جدا معي، تبدلت شخصيته وكل كلامه، لا أعلم إذا كان يكذب، لأنه يقول الكلمة ويرجع عنها وقد علمت من شركائه أنه أهمل عمله ولا يأتي الشركة إلا قليلا وعلمت أيضا أنه لا يسافر مثل ما كان يقول فسلمت أمري لله ولكن بعد رجوعي اكتشفت أنه ذهب لصاحب الشقة وقطع العقد القديم وكتب عقدا جديد باسمه بعد شهرين من زواجه مع العلم أيضا أنه من الشخصيات التي تغيظ بالكلام، فماذا أفعل وأنا آخذ كل شيء علي أعصابي وقد أتعبني بكلامه منذ أن تزوجنا وهذا أثر علي جدا وخصوصا أنني لم أفعل له شيئا ويعلم تماما أنني كنت مغمضة دائما ولا أعلم عنه أي شيء، فهل هذا إنسان يمكن أن أكمل معه وبشهادته أنه لا يستحقني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به أن تعاشري زوجك بالمعروف ولا تتعجلي في طلب فراقه، فالطلاق ليس بالأمر الهين فلا ينبغي أن يصار إليه إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق كان ذلك أولى من الفراق ولا سيما عند وجود أولاد، واعلمي أن مجرد زواجه بأخرى ليس ظلما لك أو إساءة في حقك، كما أن رجوعه في هبة الشقة جائز ما دام الحوز لم يحصل، وانظري الفتوى رقم: 114780.

لكن يجب عليك نصح زوجك باجتناب مشاهدة الأمور المحرمة وسماع الأغاني الماجنة وأن يأمر زوجته بالحجاب ولا يأذن لها في الخروج متبرجة فهو مسئول عنها ورضاه بتبرجها خطر على دينه وخلقه، وأن يحافظ على الصلوات في أوقاتها في الجماعة، وراجعي الفتويين رقم: 3830، ورقم: 23962.

وينبغي أن تتعاوني معه على طاعة الله وتحثيه على مصاحبة الصالحين وسماع المواعظ والدروس النافعة، وأكثري من الدعاء له بالهداية، فإن الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني