الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ الموسوس بعدم وجوب قضاء الصلوات للجاهل

السؤال

أنا إنسانة كنت ببداية الإجازة، بدأت تظهر علي علامات الوسواس القهري في الطهارة والصلاة والوضوء، وأثناء بحثي عن مواضيع الطهارة اكتشفت موضوع الغسل عن الجنابة، وكنت في صغري أمارس العادة السرية، ولم أكن أعلم بأنها عادة ولا علمت بحرمتها إلا عندما دخلت الثانوية أي قبل 5 سنوات تقريبا، إذا لم تكن أقل، وآخر مرة فعلتها كانت في رمضان الماضي، علما أنها كانت أول مرة أمارسها بنهار رمضان، وأصبحت آخر مرة بفضل من الله لأني تبت بعدها من فعلها ولله الحمد، وذلك عندما بحثت يومها ووجدت أنها تفسد الصوم، ولكني لم أقرأ أنها توجب الاغتسال حتى الأربعاء الماضي واكتشفت أنها توجب الغسل إذا نزل مني (علما بأنني لست متأكدة من نزول المني عند ممارستها كل مرة) ويجب قضاء صلواتي التي صليتها في الـ 8 سنوات الماضية من بلوغي بغير الأخذ بمذهب شيخ الإسلام الذي لا يوجب القضاء على من كان جاهلا بشرط من شروط الصلاة، ومن ترك الصلاة عمدا، لأني في السنين الثلاث الأولى من بلوغي لم أكن أحافظ على صلواتي وأنه يجب القضاء، ومن هنا بدأت أحزن كثيرا واكتأبت عندما علمت بهذا الأمر وخاصة أني مريضة بالوسواس، يعني صلوات الأيام الحاضرة أتعب في صلاتها فما بالكم بقضاء صلاة يومين وأكثر زيادة، لأني لا أستطيع أن أصلي صلوات يوم كامل وراء بعض بوضوء واحد، لا بد أن أعيد بين كل صلاتين لأني أوسوس بانتقاض وضوئي وأقول ما الفائدة إذا قضيتها وأنا ناقضة لوضوئي وأرجع أتوضأ، ونفس الحالة بالصلاة أشك كل مرة في صحتها وأحاول جاهدة محاربة الوسواس. أخبرتني والدتي أنه علي أن آخذ بمبدأ ابن تيمية لأني مصابة بوسواس، وإذا فكرت أن آخذ بهذا المذهب تأتيني الأفكار عن الموت وعن إذا لم أقضها وكان يجب علي أن أقضيها. فهل أستطيع الأخذ بمذهب ابن تيميه في عدم القضاء وأنا مرتاحة ؟ أجبني سريعا أشعر بأنه سيصيبني انهيار عصبي من كثرة التفكير ، علما بقراءتي للفتوى رقم 178177 ورقم 154023

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنعم، يجوز لك الأخذ بقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأنت مستريحة ولا حرج عليك في ذلك البتة، فإن قول الشيخ له قوة واتجاه، ثم إن الموسوس له أن يترخص ويأخذ بأسهل الأقوال ولا يعد هذا من اتباع الرخص المذموم كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 181305 نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني