الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رائحة الفم الكريهة هل تدخل ضمن العيوب المنفرة؟

السؤال

هل يجوز للزوجين بعد الزواج أي بعد كتب الكتاب أن ينتظرا فترة نصف سنة أو حتى سنة لا ينجبان بحجة اكتشاف بعضهما البعض، لأن الشاب في فترة الخطوبة مهما فعل وكذلك البنت، فمن الصعب عليهما أن يكتشفا بعضهما البعض في طبائعهما وعاداتهما، وكثير من الأزواج يتفاجأ بطبائع زوجته السيئة بعد الزواج فيقول لها: يا ليتني ما تزوجتك وأنجبت منك، وكذلك الزوجة للزوج قد تكتشف فيه بعضا من الصفات السيئة بعد الزواج ؟؟؟
هذا سؤالي الأول.
أما سؤالي الثاني: فهل يجوز للزوجة أن تتطلق من زوجها لمجرد أنه أصلع، لأنه في أيام الخطوبة كان يأتي لها وهو يلبس الحطة و العقال واكتشفت أنه أصلع ليلة الدخلة، وهل يجوز للزوج أن يطلق زوجته لأنه اكتشف أن رائحة فمها كريهة خصوصا في الصباح، لأني قرأت هذا في إحدى الصحف أن القاضي طلق زوجة بسبب رائحة فمها الكريهة، فأحببت أن أسأل هل هذا سبب قوي فعلا لتطليق الزوجة ؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإنجاب من أعظم مقاصد الزواج، وهو حقّ مشترك للزوجين لا يملك أحدهما منع الآخر منه بغير رضاه، أما الاتفاق على تأخيره فترة ما أو تنظيمه لمصلحة فلا حرج فيه، وعليه فلا مانع من الاتفاق بينك وبين زوجك على تأخير الإنجاب للسبب المذكور، وانظر الفتوى رقم : 31369

وأما بخصوص العيوب التي يجب بيانها قبل الزواج والتي تثبت حق الفسخ فجمهور العلماء على أنها محصورة في الأمور التي يتعذّر معها الوطء، أو الأمراض المنفّرة أو المعدية كالبرص والجذام ونحو ذلك، وانظر التفصيل في الفتوى رقم : 53843
وعليه؛ فصلع الزوج ليس من العيوب التي تثبت للزوجة حق الفسخ.

وأما رائحة الفم الكريهة فقد اختلف العلماء في دخولها ضمن العيوب المنفرة؟ فالجمهور لا يعدونها منها، وذهب بعض العلماء إلى دخولها.

قال ابن قدامة: ...وفي البخر وكون أحد الزوجين خنثى وجهان : أحدهما : يثبت الخيار لأن فيه نفرة ونقصا وعارا، والبخر نتن الفم. المغني.

ولمعرفة الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق راجع الفتويين : 37112 ، 116133
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني