الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدة حكم المهدي وهل ينتهي حكمه بخروج الدجال

السؤال

قرأت هذا الحديث الشريف عن المهدي محمد بن عبدالله: قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا عوف عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا، قال: ثم يخرج رجل من عِترتي ـ أو من أهل بيتي ـ يملؤها قِسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا.
الثالث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قِسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجَورا، ويملك سبع سنين، فهل المهدي سيظل يحكم المسلمين بشرع الله حتى خروج الدجال أي بعد انتصار المسلمين في الملحمة الكبرى التي يقول النصارى أنها ستقع في هرمجدون، ثم سيهزم النصارى في هذه المعركة ثم سيفتح المسلمون أوروبا حتى يفتحوا قسطنطينية ورومية، وسيكون قائدهم المهدي ويفتحون كل قرية بالتكبير حتى يصلوا إلى رومية وهي روما الآن وعندها يصرخ الشيطان فيهم ـ كما سمعت في إحدى المحاضرات ـ ويقول لهم لقد نزل الدجال في أهليكم وهو كاذب في هذه اللحظة ولكنهم عندما يعودون لديارهم فسيكون الدجال في هذه اللحظة قد نزل فعلا، فهل فعلا المهدي سيظل يحكم المسلمين حتى آخر لحظة قبل نزول الدجال؟ وهل سينتهي حكمه بعد نزول الدجال مباشرة؟ أم سيظل يحكم المسلمين حتى في أيام الدجال؟ أم سيتوفاه الله بعد نزول الدجال وينتهي حكمه للمسلمين وسيكون المسلمون بلا قائد أو حاكم في زمن الدجال؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المهدي سيظل يحكم المسلمين بشرع الله حتى خروج الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام، ففي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم؟.

وفي الحديث: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة. رواه مسلم.

وفي رواية عند الحارث بن أبي أسامة: فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا... الحديث، وهذه الرواية صححها الألباني في الصحيحة.

قال العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي رحمه الله: لم يعين الإمام هنا باسمه، بل أطلق، وورد مقيداً بأنه المهدي في أحاديث أخرى، منها ما أخرجه أبو نعيم عن أبي سعيد والحارث بن أبي أسامة في مسنده عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعالى صل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمير تكرمة الله لهذه الأمة ـ قال ابن القيم بعد ذكره لحديث الحارث: وهذا إسناد جيد. اهـ كلام الشنقيطي.

وقال الملا علي قاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: كيف أنتم أي حالكم ومآلكم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم أي من أهل دينكم، وقيل من قريش وهو المهدي والحاصل أن إمامكم واحد منكم دون عيسى ... اهـ.

وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي: اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهرالعدل ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى عليه السلام ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل من بعده فيساعده على قتله ويأتم بالمهدي في صلاته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني