الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على الزوج إخبار امرأته بذهابه لبلد معين وهل من حقها منعه

السؤال

عندي سؤال: مشكلة بين أختي وزوجها, فنحن نسكن بهولندا وزارنا أخي من فرنسا مع زوجته، وأختي تسكن في روتردام ونحن في امستردام فلما علمت أختي بقدوم أخي جاءتنا مع زوجها, وبعدها خرج أخي وزوج أختي لنزهة كما قالوا, فصحبه زوج أختي إلى روتردام مع العلم أن أمي وزوجة أخي أخبرتاه بعدم أخذه إلى روتردام، لكنه أخده معه فلما عادا إلى امستردام ذهب رجل أختي إلى النوم فقال أخي أمي سامحيني لقد ذهبت إلى روتردام فأرجوك سامحيني فسامحته, وفي الصباح قالت أختي لزوجها أنت كذبت علي البارحة، قال فيماذا؟ قالت قلت إنكم ذهبتم للتنزه، لكنكم ذهبتم إلى روتردام، فقال هذا ليس بكذب إنما مزحة، فقالت له هذا كذب، فلم يرض ولازال إلى يومنا هذا غاضبا عليها, والمشكلة الكبرى هي أن أخي حينما كان في روتردام ذهب إلى منزل خالي فسألتهم أمي هل جاء ابني عندك فقالوا لا، وخالي هو أبو زوج أختي، فلما عادت أختي إلى روتردام قالت لهم أنتم تكذبون أخي جاء عندكم وتنكرون ولم يعجبهم ما سمعوا وقالت زوجة خالي يجب أن تطلبي منا السماح، فقالت أنتم كذبتم،و أنتم من يجب أن يطلب السماح، فلم يعجبهم الأمر فقام زوج أختي غاضبا عليها وقال لها كلاما فاحشا في بيتها وسط أبنائها، وأختي صبرت 10 سنوات معه وتحملت حماقته هو وعائلته وهي تقول أنا صابرة لعدم تفكيك الأسرة وضياع الأولاد حتى إنها تسامح كثيرا في حقها، وكلما حدث شيء بسيط يهددها بالطلاق، وأختي تقول أنا مظلومة فلماذا أطلب المسامحة منهم ولم أفعل شيئا؟ وتريد أن تعرف هل ما فعله زوجها من الكذب أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من حق أختك أن تمنع زوجها من الذهاب إلى بيت أبيه أو غيره، ولا يجب على زوجها أن يخبرها بذهابه لبلد معين أو موضع معين، وإذا سألته زوجته ورأى المصلحة في إخفاء ذلك عنها فله أن يستعمل التعريض والتورية ولا يكون كاذبا بذلك، وانظري الفتوى رقم: 68919.

وكذلك الحال مع أبي زوجها وأمه فليس عليهم أن يخبروها بزيارة ابنهم لهم ولا حرج عليهم في إخفاء ذلك لمصلحة دون كذب، وعلى كل حال، فإنا نرى الأمر أهون مما تصورين والمسألة لا تستدعي كل هذا الخلاف والشقاق، وإذا كان زوج أختك قد شتمها بكلام فاحش فهو مخطئ ومسيء للعشرة، والذي ننصح به أختك أن تكف عن الشقاق مع زوجها وتعاشره بالمعروف وأن تستسمح والدي زوجها وتعرض عن هذه الأمور التي تعكر صفو حياتها الزوجية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني