الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة إن أهملها زوجها وأقام علاقة محرمة مع امرأة أخرى

السؤال

أشكر لكم جهودكم في هذا الموقع الذي أعتبره كنزا من المعلومات، لدي مشكلة ولا أدري ماذا أفعل؟ أنا متزوجة منذ سنتين و3 شهور وعندي ولد عمره سنة و3 شهور وأعاني من زوجي الذي لا أدري كيف تحول من رجل متدين وخلوق وكل الناس تشهد بأخلاقه وتدينه إلى رجل يجري وراء النساء، وعندما اكتشفت أول مرة هذا الموضوع أصابتني صدمة لم أكن أتوقعها، وعندما واجهته أنكر ولما واجهته بالأدلة اعترف وقال إن السبب هو أنني كنت مقصرة معه في فترة حملي من الناحية الزوجية، مع العلم أنني كنت أعاني وتمنعني الدكتورة من ممارسة أي عمل سواء في البيت أو من الناحية الزوجية، ولكنه بدلا من أن يراعيني ذهب لإقامة علاقة محرمة مع إحدى السيدات التي تعمل معه في نفس الشركة، مع العلم أنها متزوجة ولديها ولد عمره سنة، وانتهى الموضوع بعد ذلك ووعدني أنه لن يكلمها ولكن للأسف حتى الآن أعاني منه ومما يقترف من أخطاء كثيرة وآخرها أنه أهملني أنا وابني وترك البيت وذهب يسكن في الإمارة التي يعمل بها ليكون بجانبها وقال إنه سيطلقني وإنه لا يريد أن يعيش معي، وقد صبرت كثيرا ولا أتوقف عن دعاء الله له بالهداية وأن يهديه لبيته ولابنه ولي ولكن لا أرى منه تحسنا، بل بالعكس أصبح كثير العصبية وأحس أن هذا السيدة عملت له عملا جعله مفتونا بها مع أنه أقسم لي أنه لا يكلمها، بل هي التي تكلمه باستمرار، أرجوكم لا أدري ماذا أفعل؟ ومازلت أحبه مع كل الذي يفعله بي وبابنه، فهل أوافق على الطلاق مع أنني متأكدة من أنه سيندم؟ أم أصبر؟ وهل هو عند الله كالزاني؟ وما هو عقابه؟ مع العلم أنه يقول إنه لم يزن، بل فقط علاقات عابرة مع أنه أصيب بمرض ويقول إنه عدوى من أخيه الذي يعيش في بلد آخر غير الإمارات وأنا لا أصدقه
وأنا محتارة جدا فأحيانا أريد الخلاص منه وأرتاح، وأحيانا أقول كيف سأربي طفلي بعيدا عن أبيه؟ وإذا بقيت معه فإلى متى أتحمل هذه العيشة التي لا أقدر على تحملها؟ وإلى متى سأعطيه فرصا للرجوع إلى الله تعالى والتوبة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن الاتهام بالزنا لا يجوز إلا ببينة ظاهرة، فإن الزنا أمره خطير وإثمه عظيم ولا سيما إن كان من محصن وما دون الزنا من أنواع الاستمتاع المحرم بالمرأة وإن كان لا يوجب الحد إلا أنه ليس بالأمر الهين، بل هو منكر قبيح وهو طريق للوقوع في الفاحشة، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم زنا، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.

فإن كان زوجك قد أقام علاقة محرمة مع امرأة فهو آثم ومتعد لحدود الله، واعتذاره عن ذلك بتقصيرك في حق الفراش اعتذار غير مقبول، فقد أباح له الله أن يتزوج زواجا شرعيا لا أن يقضي شهوته في الحرام، لكنه إذا كان قد تاب توبة صحيحة، فالتوبة تمحو ما قبلها، والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك وتتعرفي على أسباب نفوره ورغبته في طلاقك، وإن كان ثمّ تقصير منك في شيء من حقوقه ـ ولا سيما حق الفراش ـ فعليك تدارك ذلك ومعاشرته بالمعروف ولا مانع من إسقاط بعض حقوقك حتى لا يطلقك، فإن لم يفد ذلك وأصر زوجك على طلاقك أو رأيت أن ضرر طلاقك أهون من ضرر بقائك معه على تلك الحال فلعل الله يعوضك خيرا، فالطلاق ليس شرا في جميع الأحوال، قال تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ { النساء:130}.

قال القرطبي: أي وإن لم يصطلحا، بل تفرقا فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني