الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وضعية المصلي على الكرسي في الصف

السؤال

بالنسبة للذين يصلون على الكرسي في الصفوف في الجماعة، يضعون القدمين الأماميين للكرسي على خط الصف مما يجعل الكرسي يكون بأكمله في الخلف مما يعيق المصلي الذي وراءه، وحجته -والله أعلم-في ذلك أنه يريد أن يستوي مع الصف عندما يجلس على الكرسي بحيث تكون قدماه بمستوى أقدام الصف الذي هو فيه، مع أنه يضايق المصلي الذي خلفه بتضييق موضع السجود عليه. فهل يجوز في هذه الحالة أن يضع صاحب الكرسي كرسيه بحيث تكون القدمان الخلفيتان للكرسي على خط الصف، وهو سيكون في هذه الحالة متقدما عليهم بأرجله عند الجلوس ولكن جذعه سيكون بمستواهم، وعند الوقوف يكون متقدما عليهم. هذا فيما لو فرضنا أنه لن يقف في الصفوف الخلفية أو على الطرف الأيمن أو الأيسر للصف؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالشخص الذي يصلي على كرسي عليه أن يبذل جهده في سبيل استقامة الصف وانسجامه دون أن يضر بالمصلين، فإذا عجزعن أن يكون منسجما مع الصف فلا حرج عليه في ذلك لأنه معذور، قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}، وقال أيضاً: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}، ثم إنه لا ينبغي وضع الكرسي بحيث يضايق المصلين خلفه، لأن في ذلك ضررا عليهم، ولا داعي له، فإن المصلي الجالس لا يطالب باصطفاف رجليه مع أرجل القائمين لأن مقعدته في هذه الحالة تقوم مقام رجليه، وعليه فإن وضع الكرسي على الحالة المذكورة وهي أن تكون قائمتاه الخلفيتان على خط الصف مما يجعل المصلي متقدما بأرجله عند الجلوس هو الصواب إذا كان يؤدي الصلاة كلها جالسا، أما إذا كان يصلي قائما ويجلس على الكرسي في حال الجلوس والسجود فقد سبقت الإجابة عنه في الفتوى رقم : 107900، وبإمكانه إذا كان يضايق المصلين أن يقف في طرف الصف.

ففي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء فيما يتعلق بالصلاة على الكرسي في الصف: المريض يصلي على حسب استطاعته، قائما أو قاعدا أو على جنب، أو مستلقيا ورجلاه إلى القبلة، ويومئ بركوعه وسجوده، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه، ولا بأس أن يصلي على الكرسي إذا شق عليه الجلوس على الأرض، ولا بأس أن يوضع في الصف الأول، ولا يؤثر ذلك على اتصال الصف، وينبغي لإخوانه المسلمين أن يرفقوا به ويفسحوا له المكان المناسب، وإذا لم يجد مكانا مناسبا فليكن في طرف الصف دفعا للشقاق. انتهى.

وفي فتاوى اللجنة أيضا جوابا لسؤال مفاده: شخص لا يستطيع الجلوس في التشهد ولا بين السجدتين فصار يجلس على الكرسي. فكانت الإجابة : جلوسك على الكرسي حال التشهد وبين السجدتين لا حرج فيه ؛ للعذر المذكور. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.انتهى.

وراجع في ذلك الفتوى رقم: 44053.والفتوى رقم :115950.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني