الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوج إن اعترفت له امرأته بخيانتها ثم أعلنت توبتها وهل يشرع له فضحها

السؤال

أنا متزوج منذ 12 سنة واكتشفت أن زوجتى لها علاقة بأحد الأشخاص عن طريق الهاتف فصارحتها بذلك وبعد جهد جهيد وبعد أن أخذت عهدا مني وحلفي على كتاب الله بسترها وعدم تطليقها أقرت لي بأنها تعرفت عليه قبل سنتين من الآن وأنها تقابله أحيانا وفي إحدى المرات ذهبت معه إلى أحد الفنادق وقاموا بالملاطفة والملامسة فقط ولم يزن بها وحلفت على كتاب الله أنه لم يزن بها، وأنا الآن في حيرة من أمري، فماذا أفعل؟ والله والله لقد ضاقت بي الدنيا بما رحبت, وهل أخلف بوعدي لها وأفضحها عند أهلها؟ وهل أطلقها لأنني كلما رأيتها تذكرت ما فعله الرجل الغريب، ولدي طفلان منها أصغرهما له 8 سنوات، فماذا أفعل؟ أستنجد بكم بعد الله في توجيهي للطريق الصحيح، ولن أنساكم من دعواتي في عتمة الليل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت زوجتك قد تابت من هذه العلاقة المحرمة ولم تظهر منها ريبة، فالأولى أن تمسكها ولا تطلقها فإن التوبة تمحو ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأما إن ظهرت منها ريبة فالأولى أن تطلقها وتكفر عن يمينك، وأما فضحها بإخبار أهلها أو غيرهم فهو غير جائز ولو لم تحلف وتعاهدها على سترها وسواء أمسكتها أو طلقتها، وذلك لأن ستر المسلم واجب إلا إذا ظهرت مصلحة في كشف معصيته، قال ابن عبد البر رحمه الله: فيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة وواجب ذلك عليه أيضا في غيره.

وانظر الفتوى رقم: 167735.

واعلم أن الواجب على الرجل أن يقوم بحقّ القوامة على زوجته، ويسد عليها أبواب الفتن، ويقيم حدود الله في بيته، ويتعاون مع زوجته على طاعة الله، ثم يحسن الظن بها، وفي ذلك وقاية من الحرام وأمان من الفتن وقطع لطرق الشيطان ومكائده.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني