الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعطت صورتها لشاب وتريد التوبة من الذنب كلما نظر للصورة

السؤال

أنا فتاة كنت صغيرة بالعمر قبل كم سنة مرت وهناك غلط ارتكبته بسبب شاب استدرجني وأنا أخاف الله كثيرا لكن مداخل الشيطان كثيرة هذا الشاب أخذ مني صورا وأنا تبت إلى الله لكن لم يأخذ مني سوى الصور فقط تبت إلى ربي توبة نصوحا لكن هذا الشاب يرى الصور بين فترة وأخرى وأنا اخاف الله ألا يغفر لي وأن يرى الصور وأرجع أخذ ذنبا عند مشاهدته لها أرجو إفادتي فأنا أعيش في قلق كبير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أن الشيطان للإنسان بالمرصاد، فإنه يبذل قصارى جهده في إضلاله وفتنته، وخاصة في جانب العلاقة بين الفتيان والفتيات، ثبت في صحيح مسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما تركت بعدي فتنة يى أضر على الرجال من النساء ".

وقد حذر الله تعالى من كيد الشيطان ، فقال: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ {الأعراف:27}. وقد أحسنت بالمبادرة إلى التوبة، ومن تاب تاب الله عليه، فأحسني الظن بربك ولا تقنطي من رحمته، فهو القائل سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 1882.

ويجب عليك الحذر من التساهل في التعامل مع الرجال الأجانب في المستقبل.

ويحرم على هذا الشاب النظر إلى هذه الصورة، فإن ذلك من دواعي الفتنة أيضا. ومن جهتك أنت حاولي في سبيل تخليص هذه الصورة من ذلك الشاب بما لايترتب عليه منكر ، فإن تيسر لك ذلك فالحمد لله، وإلا فلا تؤاخذين إن شاء الله تعالى بذنبه حين ينظر الى صورتك .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني