الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

عبر البريد
هل لي ميراث من أعمامي وعماتي ؟ مع العلم أن أبي مات قبلهم.
سؤالي من شقين : 1-أبي توفي قبل عمي الذي لم ينجب ولم يرزقه الله بأولاد فهل في هذه الحالة لنا ميراث في عمي إذا توفي ؟ أم أن ميراثه لإخوانه الأحياء فقط ؟؟ 2-لي عمة كان لها بنتان وتوفيت واحدة منهما وكتبت كل ميراثها لابنتها التي على قيد الحياة وتقول لكل الناس إنها كتبت ميراثها لابنتها فقط فهل هذا حلال شرعا ؟؟؟؟؟ وإذا كان هذا غير حلال فما موقف تقسيمه ؟؟ وهل لنا فيه مع العلم أن أبي مات قبل هذه العمة أيضا . وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ابن الأخ لا يرث مع وجود الإخوة سواء كانوا أشقاء أو لأب، فالإخوة جميعا يحجبون أبناء الإخوة لأنهم أقرب منهم إلى الميت ، وقاعدة الفرضيين في تقديم العصبة أنه يقدم بالجهة ثم بالقرب ثم بالقوة، وقد نظمها أحدهم فقال:
فبالجهة التقديم ثم بقربه وبعدهم التقديم بالقوة اجعلا.
ولذلك فإن ميراث عمك يكون لإخوته الأحياء فقط، ولا حظ فيه لمن مات قبله ولا لأبناء إخوته الأحياء؛ لأنهم محجوبون بالإخوة المباشرين. وهذا إذا كان الإخوة ذكورا أو فيهم ذكر، أما إذا كن إناثا فقط؛ فإن أبناء الإخوة يرثون ما بقي بعد فرض الأخوات تعصيبا.
وأما كتابة عمتك لممتلكاتها لبنتها فإن كان ذلك على سبيل التمليك والهبة التامة ورفع اليد عنها وتسليم الممتلكات لبنتها وتمام الحيازة من قبل البنت فإن هذه الهبة تامة صحيحة، ولا مانع منها شرعا ما دامت هي البنت الوحيدة، ولا يحق لأحد بعد ذلك نزاعها في هذه الهبة.
أما إذا كان ذلك مجرد كتابة على الأوراق يقصد به أن تؤول الممتلكات بعد وفاة الأم إلى البنت وحرمان بقية الورثة مما فرضه الله لهم فإنه لا يصح، ويعتبر التسجيل حينئذ من باب الوصية، والوصية لوارث لا تجوز إلا إذا أجازها بقية الورثة وكانوا رشداء بالغين.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني