الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: إن الله ليرضى لرضا فاطمة.. و: سماها فاطمة لأنها تفطم شيعتها..

السؤال

هل هذا الحديث صحيح؟ (إن الله ليرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها)..وآخر (إني سميتها فاطمة لأن الله فطمها وشيعتها من النار)?

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحديثين المذكورين لا تصح نسبتهما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- كما قال أهل العلم
فالحديث الأول رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين بلفظ يختلف عن اللفظ المذكور عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك. قال الذهبي في التلخيص : حسين بن زيد منكر الحديث.
وأما الثاني فقد ورد بلفظ " لما ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها المنصورة فنزل جبرائيل فقال يا محمد الله يقرئك السلام ويقرئ مولودك السلام وهو يقول: ما ولد مولود أحب إلي منها وأنها قد لقبها باسم خير مما سميتها سماها فاطمة لأنها تفطم شيعتها من النار.
قال الذهبي في ميزان الاعتدال: وهو موضوع وكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن فاطمة -رضي الله عنها- ولدت من قبل البعثة بخمس سنين أو نحوها.
ولا شك أن فاطمة رضي الله عنها وأرضاها قد ورد في فضلها وشرفها.. من نصوص الوحي ما يغني طالب الحق عن هذا الوضع والكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فمن ذلك ما جاء في الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: "فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني" رواه البخاري وغيره، وفي رواية "يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها" وقال صلى الله عليه وسلم: "إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها"

فيكفيها شرفا وفضلا أنها بضعة من النبي صلى الله عليه وسلم.

وعن عائشة: قالت: كنا - أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - عنده. فأقبلت فاطمة ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها قال: «مرحبا بابنتي» ثم أجلسها ثم سارها فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارها الثانية فإذا هي تضحك، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عما سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني. قالت: أما الآن فنعم أما حين سار بي في الأمر الأول فإنه أخبرني: «إن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة وإنه قد عارضني به العام مرتين ولا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا لك» فلما رأى جزعي سارني الثانية قال: «يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين؟» وفي رواية: فسارني فأخبرني أنه يقبض في وجعه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني