الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلفت بتحريم زوجها عليها

السؤال

في حالة غضب شديد قررنا ـ أنا وزوجي ـ الانفصال على أن نظل نعيش في بيت واحد من أجل الأولاد، ووقتها حلفت بتحريم نفسي عليه، فما حكم الحلف على القرآن إذا رغبنا في العودة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننبه أولا إلى أنه ينبغي للزوجين الحرص على نبذ الخلاف بينهما والتغلب عليه بواسطة الحوار والتفاهم وليس باللجوء إلى الطلاق فإنه ليس الحل الأمثل للخلاف بين الزوجين، بل ينبغي تفاديه ما أمكن بالتفاهم والصبر، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 102962.

وبخصوص قولك: قررنا أنا وزوجي الانفصال ـ فإن كان معناه أن زوجك لم يتلفظ بالطلاق، بل اتفقتما على ترك المعاشرة الزوجية فهذا لا يحصل به طلاق، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 175579.

وبالتالي، فالعصمة باقية ولكما أن تعودا لحالكما قبل قرار الانفصال ولا إثم عليكما، وحلفك بتحريم نفسك عليه لا يؤثر على العصمة، ولا حق لك في الحلف ولا الامتناع عن زوجك فهو صاحب العصمة وبيده الطلاق، وتحريمك لنفسك عليه من باب تحريم الحلال، والمفتى به عندنا أنه تلزم فيه كفارة يمين، وراجعي الفتوى رقم: 17696.

وإن كان زوجك قد تلفظ بالطلاق فإن كان طلاقا رجعيا بأن كان واحدة أو اثنتين فله أن يراجعك قبل تمام العدة، وما تحصل به الرجعة سبق بيانه في الفتوى رقم: 30719.

وإن انقضت العدة فلا تحلين له إلا بعقد جديد، وإن كان الطلاق قد وقع ثلاثا فلا تحلين لزوجك إلا بعد أن تنكحي زوجا غيره ثم يطلقك بعد الدخول.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني