الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا خير في البقاء مع زوجة سيئة الخلق ولا تعرف لزوجها حقه عليها

السؤال

سيدي، لقد تزوجت من فتاة منذ 7 سنوات، ورزقت منها بطفلتين أعمارهما سبع سنين وأربع سنين، وهي حامل الآن في الشهر الرابع. مشكلتي أني تحملتها منذ اللحطة التي تزوجتها بها، فهي لاتعمل أي شيء بالمنزل من تنظيف وتحضير للطعام، ولاتطعم الأولاد، وأول وجبة طعام لهم الساعة الواحدة ظهرا لأنها نائمة طول الوقت، ولاتقوم بتغسيل الأطفال فدائما رائحتهم كريهة لعدم الاستحمام، وأي انتقاد مني تقوم بشتمي بعبارات نابية، وتقوم بعمل إشارات نابية بأصابعها في وجهي، وعندما أقوم بنصحها تضربني وتبصق علي وتقول لي إذا كنت رجلا طلقني، وعندما تشتمني تقول لي إذا كنت رجلا اضربني، وسأتصل بالشرطة وسوف يضعوك بالسجن، ومرة من المرات اتصلت بالشرطة وقالت لهم إني أهددها وقاموا بحبسي لمدة يوم للتحقيق، ودائما تسب والدتي، علما بأن والدتي لاتزورنا خوفا منها، وقد قامت بطرد والدتي مرة من المرات من منزلي، وقد قامت بسرقة أوراقي الرسمية وهي تنكر ذلك، وعند تدخل أهل الخير طلبت منهم الضغط عليها لتقسم على القرآن الكريم بشتمها لي، قامت بحلف يمين كاذبة وعند ذهاب وسطاء الخير قامت بالبصق علي، والله العظيم لم أقصر معها فهي تسكن في منزل يعتبر حلم كل النساء، وتأكل أفضل الطعام وتلبس أحسن اللباس فأنا ميسور الحال.
أرجوك حضرة الشيخ لقد تعب الوسطاء وتعبت أنا، علما بأن أخاها مفتي المنطقة وقد قال لي بأن وضعها ميؤوس منه، وباقي أهلها وإخوتها وأمها يساعدونها على معصيتي وهي دائما تعطيهم كل شيء من بيتي، ومرة عند سفري قامت ببيع أثاث البيت بحجة أنها تريد نقودا للأكل، وأجبرتني على تأثيث البيت كاملا مرة أخرى وكأني تزوجت من جديد، أهلها سيئون وهي سيئة، ومرة زارت أهلها لمدة أسبوع وخلالها أقنعوا بنتي الصغيرة بأني ميت، ومرة زارني أخي فطردته من المنزل، وعند منعها قامت بالاتصال بالشرطة وإبلاغهم بأن أخي حاول الاعتداء عليها. أرجوكم أنا تعبان أرجو النصيحة هل أطلقها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان ما ذكرت هو واقع تصرفات زوجتك معك فهي امرأة ناشز، وقد جعل الشرع خطوات لتأديب الناشز ليس الطلاق أولها، ويمكنك أن تطالع فيها الفتوى رقم: 1103. ننصحك باتباع هذا العلاج الرباني معها، فإن رجعت إلى صوابها فذاك وإلا فقد يكون الأفضل أن تطلقها، فلا خير في البقاء مع زوجة لا تعرف لزوجها حقه عليها وما جعل الله له من القوامة عليها، قال تعالى:الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ{النساء:34}، ثم إنه لا ينبغي للزوج أن يبقي في عصمته زوجة سيئة الخلق، وقد أرشد إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظر الفتوى رقم: 113289.

وننبه في الختام إلى بعض الأمور:

الأمر الأول: أن الراجح من أقوال الفقهاء أنه يجب على الزوجة خدمة زوجها بما جرى به العرف، وسبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم: 136085. وأما خدمة ولده فقد نص بعض الفقهاء على عدم وجوبها عليها، وراجع الفتوى رقم: 180101.

الأمر الثاني: ليس من حق الزوجة طرد أم الزوج أو أي من أقاربه من بيت زوجها. وهذا التصرف منها يتنافى مع حسن معاشرة الأصهار.

الأمر الثالث: ينبغي لأهل الزوجة حضها على طاعة زوجها لا العكس، ففي ذلك تخبيب لها على زوجها وإفسادها عليه، وهذا أمر محرم.

الأمر الثالث: لا يجوز للزوجة التصرف في أثاث بيت الزوجية الذي لا تملكه، فإن فعلت كانت ظالمة. وهذا ما لم يكن قد منعها نفقتها الواجبة، فلها حينئذ أن تأخذ مما عثرت عليه من ماله بالمعروف من غير زيادة، وتراجع الفتوى رقم: 22917.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني