الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس في الإيمان وفي ذات الله تعالى صاحبها مأجور ما دام يجاهدها

السؤال

أرجوكم أحيلوه إلى قسم التحرير:
هل يجوز الإجبار والضغط على نفسي باتباع الإسلام والقيام بالعبادات؟
لم أقصد أنني أريد أن أصبح مسيحيا أو أي شيء ثان والعياذ بالله ولكن ينتابني شعور بأن الرسول والعياذ بالله كاذب والقرآن والعياذ بالله كلام بشر وأنه لا يوجد والعياذ بالله جنة أو نار وشكوك بالله وشكوك بوجود الملائكة أو الشياطين وهكذا
وأحيانا أنا وأصلي يحصل هذا معي وأحيانا أحس أنني أفعل حركات وأنا لست مؤمنا أثناء الصلاة
أعرف أنه يجب الاستعاذة والانتهاء وقول آمنت بالله ورسله
ولكن أشعر أن العلماء وحتى الرسول يجعلني أقول ذلك لأرتاح فقط ولأبقى على الإسلام وفي الحقيقة أنا أتعذب ولا ينتهي هذا الشعور.
فالسؤال هنا هل يجوز أن أصلي وأصوم وأحج وأزكي وإجبار نفسي على كل ما في الإسلام ؟
ولكن ينتابني شعور أنني إذا فعلت ذلك لست مؤمنا لأن أركان الإيمان فيها مشكلة ؟ فما الحل؟
وهل سؤالي لكم هذا السؤال يخرجني من الإسلام والإيمان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الشعور الذي ينتابك ما هو إلا محض وسوسة يلقيها الشيطان في قلبك ليحول بينك وبين الخير، ولا شك في كونك كارها لهذه الوساوس نافرا منها بدليل تعوذك بالله منها، واعلم أن كراهتك لهذه الوساوس ونفرتك منها دليل صدق إيمانك وصحة تصديقك بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فعليك أن تعرض عن هذه الوساوس وألا تلتفت إليها ، واعلم أنها لا تضرك البتة كما أخبر بذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم، فإن من رحمة الله بهذه الأمة أن تجاوز لها عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم. فلا تبال بهذه الوساوس واطرحها وراءك ظهريا، وليس ما نقوله لك مجرد كلام لتبقى على الإسلام كما تتوهم بل هو الحق الذي لا ريب فيه والذي أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم من أن هذه الوساوس لا تضر صاحبها، بل إنك إن شاء الله مأجور إذا جاهدت هذه الوساوس وسعيت في التخلص منها، وانظر الفتوى رقم: 147101 ، وما فيها من إحالات. وأما أدلة صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأن ما جاء به هو من عند الله والذي أنت موقن به والحمد لله فهي أوضح من الشمس في رابعة النهار، وقد ذكرنا طرفا من ذلك يحسن بك مطالعته في الفتوى رقم: 173259.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني