الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نذر صيام سنة فما حكمه إن عجز عن الصوم

السؤال

لقد نذرت أن أصوم سنة كاملة إن لم يُصِبَنِي مرض.
و لقد سألت الشيخ(يقدم دروسا في المسجد) و نصحني أن أصوم إلا 15يوما.
لأنني لا أستطيع الصوم سنة كاملة.
أريد منكم جوابا ، و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم ندْر في قولك: "نذرت أن أصوم سنة كاملة إن لم يصبني مرض" ما إذا كنت تعلق النذر على عدم الإصابة بالمرض، أم أن كمال السنة هو في حال ما إذا لم يصبك مرض.

وعلى أية حال فإذا كان قد تحقق ما علقت عليه نذر صوم سنة أو كان نذرا مطلقا فإنه يلزمك الوفاء بنذرك على النحو الذي نذرته لقول الله تعالى "وليوفوا نذورهم" وقوله صلى الله عليه وسلم "من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه . رواه البخاري.
ولا يجوز لك العدول عما نذرته إلا إذا عجزت عنه عجزا لا يرجى زواله فإن عليك حينئذ كفارة يمين، أما إن كان العجز مؤقتا أو يرجى زواله كالمرض فإنك تنتظر حتى يزول. وانظر الفتوى: 2670.
وقد بينا في أكثر من فتوى أن الإقدام على النذر مكروه؛ لما فيه من زيادة التكاليف وخشية عدم الوفاء وتزداد الكراهة إذا كان معلقا على حصول أمر وذلك لما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النذر وقال : إنه لا يرد شيئاً ، إنما يستخرج به من البخيل".
وهذا وننبه إلى أنه يتعين على المسلم أن يتحرى الأعلم الأورع إذا أراد أن يسأل عن أمر من أمور دينه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني