الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع لعب المصارعة الإلكترونية مع تجنب الموسيقى والصور العارية

السؤال

كنت قبل التزامي ألعب البلاي ستيشن وخاصة لعبة المصارعة مع ما فيها من محرمات كالموسيقى والنساء العاريات، فهل يجوز لي الآن لعبها دون موسيقى واختيار مصارعين رجال والبعد عن الصور المحرمة العارية من باب الترفيه والترويح عن النفس؟ أم أن لعبة المصارعة في حد ذاتها حرام، لما فيها من عنف، مع أنني أمارسها كلعبة إلكترونية فقط وليس على الحقيقة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أباح الإسلام الترفيه والترويح عن النفس، إذا كان مضبوطاً بضوابط الشرع، وذلك بأن لا يلهي عن ذكر الله وعن الصلاة، وأن لا يكون مصحوباً بسماع أو نظر للمحرمات كالعورات والموسيقى ونحوها من المحرمات، ولم تكن شاغلة عن صلاة أو فرضٍ، أو القيام بحقوق الوالدين أو الأهل، فهذا لا حرج فيه ـ إن شاء الله ـ مع أن الإكثار منها مخل بالمروءة، ولكن من الخطورة بمكان نظر مظاهر القتل ولا سيما على الصغار، إذ يخشى أن ينشأوا على حب التسلي بالعنف والظلم، فينبغي البعد عن ذلك والحرص على عدم التضييع للوقت الذي هو أهم ما يملكه العبد، فالعاقل هو الذي يحرص على أن يشغل عمره فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، ولا يضيعه فيما لا يرجع إليه بفائدة، ولهذا جاء التنبيه عليه من النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. رواه البخاري.

وفي الحديث: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه ما عمل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وقال سفيان بن عيينة رحمه الله: كان يقال: إنما لك من عمرك ما أطعت الله فيه، فأما ما عصيته فيه فلا تعدّه لك عمرا. اهـ.
وراجع الفتويين رقم: 36607، ورقم: 132846.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني