الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تصميم لعبة على النت تعرف بالتاريخ الإسلامي والصحابة رضوان الله عليهم

السؤال

شيوخنا الأفاضل، أحمد الله الكريم على أن من علينا بهذا الموقع، الذي أسأل الله تعلى أن ينفعنا به ويثيب القائمين عليه أجرًا عظيمًا، ثم إني قد كتبت إليكم أستفتيكم في أمر أريد القيام به إن شاء الله، ولكن بعد أن أعرف حكمه أولًا: إحدى الألعاب الموجودة على الأنترنت لعبة إستراتيجية تمتلك فيها قرية، ولك فيها جنود، وعندك موارد، وفيها أسواق وغير ذلك، وتتوسع مع الوقت إلى عدة قرى، بدلًا من واحدة، وتقوم باللعب مع عدد كبير من اللاعبين، لكل منهم قراه الخاصة، فتارة تحارب بعضهم وتارة تتاجر مع البعض الآخر مثلًا! ثم إني بعد أن علمت حرمة ما تحتويه تلك اللعبة من الرسوم، وجدت أنه يمكن استغلال نفس الفكرة، وحب الفتيان لها، بشكل آمل أن يخلو من الشبهات، لجلب فوائد حسنة ثم صرفهم عن تلك الألعاب إلى البديل بإذن الله، فقد رزقني الله قدرة على تطوير المواقع وما إلى ذلك فقلت بدلًا من ذلك الخيال، لمَ لا أطور لعبة بديلة تقوم على تاريخنا الإسلامي الحافل بكل خير، بشكل يبعد عن الشبهة والحرام بإذن الله فهل يجوز ذلك، إذا خلت اللعبة من الرسومات والموسيقى والعوض، ثم أصبح لكل لاعب عالمه وحده بحيث لا ينافس غيره من المسلمين فلا يتباغضون، وأغلقت اللعبة أثناء الصلاة حسب بلد اللاعب، وحدد لها حد أقصى أربع ساعات في اليوم مثلًا، وكانت ذات فائدة بكونها قائمة على التاريخ الإسلامي، بحيث يتم تجسيد التاريخ الإسلامي منذ تولي الصديق وحتى فتح القسطنطينية مثلًا، فها هو اللاعب يشترك ثم يبدأ أولًا بالتعرف على اللعبة ثم تحكى له قصة مختصرة عن تولي أبي بكر، ثم ها هو يتعرف على أسامة بن زيد، ويقوم مقامه في أمر منطقة ـ أُبنى ـ كما في التاريخ، ثم يعود ويقوم مثلًا بتوسيع بيت المال، أو تدريب بعض الجنود، وهكذا ففي السلم يعين الخليفة في أمر الرعية، وفي الفتوحات يمثل قائدًا مسلمًا بعد أن يتعرف عليه، وإن أشكل قيامه بدور قائد، يكون كالمعاون له كذلك دون أن يكون شخصًا بعينه، هذا دون تزوير التاريخ، ففي الفتوحات، إذا لم يتمكن من الانتصار لا يهزم، وإنما عليه فقط معاودة المحاولة، كأنما فقد جزءًا من السيطرة على جولة من المعركة دون خسارة المعركة؟ وخوفي من اللعبة بتوافر كل الشروط، هو كونها تمس التاريخ الإسلامي، وكونها لعبة استراتيجة، فهل النقطة الثانية تجعل حكمها مثل حكم الشطرنج؟ أم أن تحريم الشطرنج ليس لذاته، وإنما للتماثيل وإضاعة الوقت، والشغل عن الذكر والصلاة، والتباغض فقط؟ لا أنوي احتواء اللعبة على شيء من الآتي، أما إذا كان الجواب له بالإباحة فحينئذ أفكر، ما هو حكم توليد رقم عشوائي بالبرمجيات؟ الواقع هو لا يكون حقًا عشوائيًا وإنما يعتمد على عوامل عديدة يتم خلطها معًا مثل الوقت، واسم الحاسب، وبعض خصائص الحاسب في تلك اللحظة ربما، أظن والله أعلم أنه لا شيء في مجرد توليد الرقم وما شروط استعمال ذلك الرقم؟ وهل يجوز استعماله في إظهار رسالة عشوائية مثلًا؟ فمثلًا مرة السلام عليكم وأخرى السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، ويتم التبديل بينهما عشوائيًا، وما هو حكم استخدامها في شيء يغير نتيجة اللعبة إذا كنت تلعبها وحدك ضد الكمبيوتر، بمعنى أن يكون الكمبيوتر الذي تحاربه أقوى أو أضعف بناء على العشوائية؟ وهل هذا يدخل ضمن تحريم النرد؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله على الخير حرصا، وجزاك على اهتمامك وتحريك للصواب خيرا، وأما ما سألت عنه فلا بأس به بالضوابط التي ذكرتها، بل قد يكون ذلك من البدائل المطلوب توفيرها عن الألعاب الخالية من الفائدة، فما يصفه السائل سيكون بمثابة الوسائل التعليمية للتاريخ الإسلامي إذا انضبط محتواه من الناحية العلمية، وبهذا يتضح أحد الفروق المهمة بينه وبين الشطرنج، وأما مسألة الرقم العشوائي فإنه لا يشبه النرد ولا يأخذ حكمه، وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 165043، 101433، 136937، 3127.

وراجع في كون الترفيه المباح يمكن أن يكون عونا على العلم والعبادة الفتويين رقم: 132744، ورقم: 6496.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني