الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من مات ولم يترك وفاءً يسدد عنه ولي الأمر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله من المعروف أن صاحب الدين إذا لم يستطع سداد دينه يسدد من بيت مال المسلمين لقد توفي رجل وترك ديناً عليه والدين للبنك التابع للحكومة أي ولي الأمر والأهل لا يجدون شيئا لسداد هذا الدين فهل يعتبر دين البنك دينا لولي الأمر ولا يحاسب عليه المتوفى علما بأن أهل المتوفى حالتهم الماديه سيئة للغاية ؟ أفادكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن الأمور المهمة التي ينبغي أن ينتبه إليها المسلم حسن النية والقصد عند استدانة أموال الناس، روى الطبراني في الكبير من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين دينان، فمن مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه، ومن مات وهو لا ينوي قضاءه، فذاك الذي يؤخذ من حسناته، ليس يومئذ دينار ولا درهم. إسناده صحيح.
وقد دل هذا الحديث على وجوب قضاء الدين لمن كان له مال، وأن من مات ولم يترك مالاً وعليه دين فإن ولي الأمر يقضي عنه من بيت مال المسلمين، قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- وهو يشرح قول النبي صلى الله عليه وسلم"فعليَّ قضاؤه" متفق عليه، قال: أي مما يفيئ الله عليه من الغنائم والصدقات، وهكذا يلزم المتولي لأمر المسلمين أن يفعله بمن مات وعليه دين.
فعلى هذا فإن هذا الميت يتحمل عنه الدين ولي الأمر ولا يلزم ورثته سداده.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني