الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تناول القدر المسكر من بعض الأطعمة

السؤال

السلام عليكم:هل كل أنواع الكحول مسكرة وحرام ؟ في الكيمياء في الجامعة أخذنا أن هناك أنواعاً وأقساماً من الكحول منها النوع الموجود في الخمر (الكحول الايثيلي) وأنواع أخرى . فما رأي الشرع فيها . لا أعرف إن كان كلها مسكراأيضا قرأت مرة عن الكزبرة أن الاكثار منها يسكر ويقتل. قرأت ذلك في كتاب قاموس الغذاء والتداوي بالنبات. لا أدري ما صحة ذلك حيث أنني لم أسمع في حياتي أن الكزبرة التي تستخدم في بلادنا العربية كثيراً وفي البهارات مسكرة. فقط سمعت ذلك عن جوزة الطيب. أيضا سمعت من الناس هذه المرة أن الحلبة واللبن الحامض قد تسكر أفيدونا حيث لا نستطيع الامتناع عن أمور في صميم طعامنا دون دليل قوي على احتواء مسكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد وضع لنا الشرع ضابطاً عاماً وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل مسكر خمر. رواه مسلم وغيره.
وقال: كل مسكر حرام. رواه مسلم أيضاً.
فأي من أنواع الكحول ثبت أنه يسكر فهو خمر محرم، وأما جوزة الطيب والعنبر والزعفران وما شابهه من أنواع النبات كالكزبرة إن ثبت ما نقلته الأخت السائلة من أن كثيرها يسكر، كل ذلك يحرم تناول القدر المسكر منها كما نص على ذلك أهل العلم.
قال في حاشية رد المحتار في فقه الحنفية: وكذا جوزة الطيب والعنبر والزعفران، كما في الزواجر لابن حجر المكي وقال: فهذه كلها مسكرة. ومرادهم بالإسكار هنا: تغطية العقل لا مع الشدة المطربة لأنها من خصوصيات المسكر المائع فلا ينافي أنها تسمى مخدرة، فما جاء في الوعيد على الخمر يأتي فيها لا شتراكهما في إزالة العقل المقصود للشارع بقاؤه . انتهى كلام ابن حجر
أقول: -والكلام لا يزال لصاحب الحاشية- ومثله زهرة القطن فإنه قوي التفريح يبلغ الإسكار -كما في التذكرة- فهذا كله ونظائره يحرم استعمال القدر المسكر منه دون القليل كما قدمناه فافهم. انتهى كلامه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني