الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من حق الزوجة أن يوفر لها زوجها آلة الطبخ والغسالة والثلاجة والمكنسة والمكواة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
سامحوني على الإطالة ولكن التفصيل ضروري.
عمري31عاما، أعمل مهندسا براتب متوسط، وأعيش مع أمي وأختي وأخي (أنا أكبر إخوتي) في بلد غير بلدنا، أما أبي فقد عاد مؤخرا إلى بلدنا وهو يعمل هناك ويرسل إلينا مصاريف البيت، وأوصاني برعاية أهلي وتسيير أمور البيت.
تزوجت قبل ستة أشهر بفتاة جامعية دراسات إسلامية وهو ما شجعني للزواج بها، من أسرة لا نعرفها ولكن سمعتهم طيبة، وسكنا في جزء منفصل من بيت الأسرة غرفتين وممر صغير وحمام، وله مدخل مستقل، كما له باب يؤدي إلى بقية البيت لكنه بدون مطبخ.
عندما اتفقت مع أبي زوجتي أثناء العقد أخبرته أني أبحث عن شقتين متقابلتين، ولكن إن تعذر ذلك فيكون السكن جزء مستقلا في بيت واحد، لعلمي بأن الفصل مطلب طبيعي لأي فتاة، ووافق على ذلك ولم نتطرق إلى أي تفاصيل أخرى، وفي ذلك الوقت كنت ناويا أن أوفر لها كل ما تحتاجه من متاع كالثلاجة والغسالة والطباخ، وأرتبها في مكاننا كي تشعر بالاستقلال تماما، ولم أحدثهم بذلك ولم يذكروه، وهذه كانت نيتي والله يعلم، وكنت أنوي شراءها بالتدريج بعد الدخول لأتمكن من تسديد ديوني.
لكن بعد عشرتها بدأت أرى في زوجتي بعض السلوكيات التي لا ترضيني، فكانت تتعامل معي بقوة وحدة، فكنت أصبر عليها وأذكرها بآيات وأحاديث طاعة الزوج وفضله، ولكنها تقصر طاعة الزوج على ثلاثة أمور فقط: الفراش، والخروج بغير إذنه، وإدخال أحد بغير إذنه. أما في غير ذلك فلا تلزمها طاعة الزوج كما تقول!ولا أدري كيف استدلت على ذلك.
أمر آخر لاحظته فيها أنها كانت تقلل الاختلاط جدا بأمي وأختي، علما بأنهما كانتا تعاملانها بشكل طبيعي، وأمي خاصة كانت تتجنب أن تطلب منها أي طلب إلا قليلا، وكانت تتحسس هي جدا من كلام أمي رغم أنها كانت تتحرى معها اللطف.
وعندما فاتحتها في ذلك قالت إن هذا طبعها وإنها لا تحب الاختلاط بالناس، وإن علاقتها بي لا بأهلي، وإنني أستطيع أن أبر أمي ما شئت ولكن هي لا علاقة لها بها.
ولعدة أيام مرضت أختي وأمي فلم تكن تساعدهما في شيء، أعلم أن ذلك ليس من واجباتها ولكنني أريد أن تكون زوجتي رحيمة وصاحبة مروءة وإيجابية، وأن تتعلم الصبر لأنها أمور مهمة في الحياة.
ولأن اكتساب مثل هذه الأخلاق والطباع يحتاج إلى الوقت، فكنت أصبر نفسي أنها بالتذكير ومع الوقت سوف يزول ذلك وتتحسن طباعها. فكنت أذكرها أحيانا وأتركها أحيانا.
طبعها جعلني أتريث في إحضار المتاع الذي ذكرته من طباخ وغسالة وثلاجة، لأني اعتقدت أن ذلك من شأنه أن يزيد تلك الطباع التي لا أرضاها، وطوال الفترة الماضية استمرت هي في الإلحاح علي لإحضارها لأنها من حقوقها الشرعية، ولكنني كنت أؤجل الأمر للسبب السابق.
وفي أحد الأيام قبل ثلاثة أسابيع تقريبا طلبت أمي مني أن أوصلها لزيارة امرأة صديقة لهما كبيرة في السن لأنها ستسافر، وطلبت أمي مني أن تأتي زوجتي معنا لأنها تعرفها وتحبها، فتضايقت من ذلك ورفضت بانفعال لأنها لا تريد أن تتلقى أوامر من أمي كما تقول، وقلت لها إنني أريدها أن تأتي، ولكنها رفضت بلا أسباب وبانفعال (مع إساءة لي) فانفعلت عليها كذلك، فطلبت مني أن أعيدها إلى بيت أهلها. فأوصلتها لأنها قالت إنني إن لم أوصلها فستخرج وحدها، ولم أرد أن تصل الأمور إلى هذا الحد، وعندما أوصلتها رفضت العودة بحجة أنها لا تريد أن تتلقى أوامر من أمي (كما تقول) وأنها ستعود بشرط أن أحضر الأشياء المذكورة لأنها حقوق شرعية. وعندها قلت لها إن في نيتي أن أحضر هذه الأشياء ولكن عندما تحين الظروف المناسبة ووعدتها خيرا، ولكنها قالت إنها لا تريد أن تترك حقوقها للظروف، وأن بإمكاني أن أبيع السيارة وأسدد ديني وأشتري هذه الأغراض. وغادرت بيتهم على ذلك ولم نتواصل بعدها إلى اليوم.
أسئلتي هي:
*هل الطباخ والغسالة والثلاجة والمكنسة والمكواة هي حقوق شرعية للزوجة، علما بأن هذه الأدوات موجودة في بيت الأسرة وعندها صلاحية كاملة لاستعمالها في أي وقت، وعلما بأني لا أمانع في إحضارها ولكن طباع زوجتي جعلتني أؤخرها لأني أريدها أن تتعلم الصبر وحسن التعامل.
*هل طاعة الزوج فعلا محصورة في الأمور الثلاثة السابقة الذكر ولا تلزم الزوجة طاعة زوجها في غير ذلك ؟
*زوجتي تريد أن أحضر تلفازا ومستقبلا فضائيا، وأنا لا أريد ذلك في بيتنا للفتن التي فيه وضياع الأوقات. فهل علي ذلك؟
*حجاب زوجتي يحتوي على زخرفة ولماع وضيق قليلا، وتحب الكعب العالي، وأعلم أن الحجاب الشرعي لا يصلح أن يكون زينة في نفسه، وقد حاولت إقناعها عدة مرات فلم تقتنع. فهل لي أن أفرض عليها عدم لبس ذلك؟ وهل يجوز لبس الكعب العالي ؟
*أمي تعتذر مني وتبكي وتقول سامحني يا بني لأني لم أختر لك المرأة التي تريحك، فأقول لها لا تبكي لأننا استخرنا والخير فيما اختاره الله والحمد لله.
*في زوجتي جوانب حسنة وأشعر أن فيها خيرا ولكنني كنت أتمنى زوجة تحب الله ورسوله، ذاكرة لله قارئة للقرآن، مطيعة لزوجها ودودة لأهله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن حق الزوجة أن تطالب بسكن خاص بها، ويكون حال السكن والأثاث على قدر يسر الزوجين وعسرهما بما هو متعارف عليه.

قال زكريا الأنصاري (الشافعي): تَجِبُ لها عليه الْآلَةُ لِلطَّبْخِ وَالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، كَقِدْرٍ وَآنِيَةٍ من كُوزٍ، وَجَرَّةٍ مُفْرَغَةٍ وَقَصْعَةٍ وَنَحْوِهَا لِحَاجَتِهَا إلَيْهَا في الْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَب. أسنى المطالب في شرح روض الطالب.

فإذا كانت هذه الآلات مما جرى العرف بوجودها في بيوت من هو في مثل حال الزوجين المادية، فإنها تكون واجبة على الزوج ولو لم تشترط عند العقد. وراجع الفتويين: 50068 110353.

وللوقوف على حدود طاعة الزوجة الواجبة لزوجها، راجع الفتاوى أرقام : 115078، 144077، 144069

ومن شروط الحجاب ألا يكون زينة، وأن يكون فضفاضا لا ضيقا، وانظر الفتوى رقم: 6745 ، فيجب على الزوج إلزام زوجته بالحجاب الشرعي، ومنعها من التبرج، وانظر الفتوى رقم: 160719

ويجوز للمرأة انتعال الكعب العالي إذا كان خاليا من الموانع الشرعية المبينة في الفتوى رقم: 65556.

ولا يجب عليك إدخال التلفاز في البيت، وهو سلاح ذو حدين قد يستخدم في الخير وقد يستعمل في الشر، فإذا كنت تستطيع التحكم فيه، بحيث تستقبل القنوات التي تبث البرامج النافعة، وتمنع غير ذلك من القنوات، فلا بأس بإدخال التلفاز تأليفا لقب زوجتك، وانظر الفتوى رقم: 170795 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني