الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يلزم الزوج إذا ظلم امرأته

السؤال

في حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يوصي الزوجة سواء كانت مظلومة أو ظالمة أن ترضي زوجها قبل أن تنام، فما حكم الزوج الذي يظلم زوجته ولا يفعل لزوجته شيئا ليرضيها؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن على كل من الزوجين أن يعاشر الآخر معاشرة حسنة ويؤدي له حقوقه كاملة، ولا يظلمه عملا بقوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}.

وبقوله: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة: 228}.

وقد جاء في الحديث القدسي: قال الله تعالى: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ... الحديث أخرجه مسلم.

وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء فقال: استوصوا بالنساء خيرا. أخرجه البخاري ومسلم.

وينبغي لكل من الزوجين الحرص على ترضية الآخر إذا غضب، فقد قال أبو الدرداء لأم الدرداء: إذا غضبت فرضيني وإذا غضبت رضيتك فمتى لم يكن هكذا ما أسرع ما نفترق. رواه ابن حبان في روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، وابن عساكر في تاريخ دمشق.

وقد كان من هدي نساء السلف إذا لاحظت إحداهن غضب زوجها أن تسارع في إرضائه، وقد دل على فضل ذلك ما في الحديث: ألا أخبركم بخير نسائكم من أهل الجنة، الودود الولود العؤود لزوجها، التي إذا ظلمت قالت هذه يدي في يدك لا أذوق غمضا حتى ترضى. رواه الدار قطني والطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

وأما إذا ظلم الزوج امرأته فتجب عليه التوبة من ذلك، ومن شروط التوبة من ظلمها أن يتحلل منها، ويطلب منها العفو، كما قال صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. أخرجه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني