الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لترك العادة السرية

السؤال

أرجوك يا شيخ أنا بحاجة إلى مساعدة وبأسرع وقت ممكن: عمري الآن 16 سنة، وأعاني من ممارسة العادة السرية منذ أن كان عمري 13 سنة، وحاولت كثيرا الابتعاد عنها ولكن دون جدوى حتى أصبحت أشعر أنني أمارسها دون وعي أو أن عقلي لا يكون معي، إحساس غريب جدا، أرجوك يا شيخ ساعدني في إيجاد الحل لترك هذه العادة وحكمها الشرعي وخاصة في رمضان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعادة السرية وهي ما يسميه العلماء ـ الاستمناء ـ محرمة وفيها كثير من الأضرار على المسلم في دينه ودنياه، وسبق ذكر جملة من هذه الأضرار بالفتوى رقم: 7170.

ويتأكد تحريم فعلها في الشهر الفضيل، وهو شهر رمضان، ككل المعاصي ولا سيما إن كانت سببا في تعمد الإفطار في رمضان، فالإثم حينئذ أشد، ففي ذلك انتهاك لحرمة الشهر بفعل محرم، وتركها والإقلاع عنها أمر يسير على من يسره الله عليه، فعليك أولا: بالصدق مع الله تعالى، وقوة العزيمة على ترك هذه العادة، فمن صدق مع الله صدقه الله، قال تعالى: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد:21}.

وثبت في الحديث الصحيح في سنن النسائي وغيره عن شداد بن الهاد ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحد أصحابه: إن تصدق الله يصدقك. وفي نهاية الحديث: صدق الله فصدقه.

ومما يقوي العزيمة حذرك من تلك الأضرار التي قد تصيبك بسبب ممارسة هذه العادة.

ثانيا: عليك الدعاء بإخلاص، فالدعاء من أعظم ما يجلب به المرغوب ويدفع به المرهوب، والله سبحانه وعد بإجابة من دعاه، وهو لا يخلف وعده، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

فلا تحمل هم الإجابة ولكن احمل هم الدعاء، وتحرى آداب الدعاء، وقد بيناها بالفتوى رقم: 119608.

ثالثا: احرص على زيادة إيمانك بفعل الطاعات والمحافظة على الفرائض أولا، وخاصة الصلاة ومع جماعة المسلمين والتبكير والمبادرة إليها، والرباط في المسجد ما أمكنك ذلك، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط.

وتقرب إلى الله بنوافل الطاعات وخاصة نوافل الصلاة كقيام الليل خاصة ونوافل الصوم كصوم الإثنين والخميس والثلاث البيض.

رابعا: عليك بمصاحبة الصالحين وحضور مجالس العلم والذكر، فالصالحون إذا نسيت ذكروك، وإذا ذكرت أعانوك، ومجالس العلم والذكر لا يشقى من يجالس أهلها.

خامسا: بادر إلى الزواج ما أمكنك، فإنه من أعظم أسباب العفاف، وإليه أرشد نبي الهدى والرحمة الشباب، روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني