الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استفسار حول قول الله تعالى: (وإلهنا وإلهكم واحد).

السؤال

قال تعالى: وإلهنا وإلهكم واحد ـ كيف يتفق هذا مع أن النصارى ليس لهم علم بالله في قوله تعالى: ما لهم به من علم؟ وما حكم من كان لا يعرف أن الملحدين مثلا يعلمون أن الله موجود ولكنهم يتكبرون ولا يعلم أن جميع نسل آدم قد أقر بوحدانية الله في عالم الذر؟ وهل يعذر بالجهل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عن معنى قوله تعالى: وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ـ فراجع بخصوصه الفتوى رقم: 51943

وأما قوله تعالى: ما لهم به من علم ـ فلا يعنى به النصارى في الأصل، بل يراد به مشركو العرب، لأن القرآن المكي كان يخاطب العرب، والمنفي في قوله تعالى: ما لهم به من علم ـ ليس يراد به العلم بالله ـ كما قال ابن عاشور ـ وإنما يراد به العلم بالقول المذكور، حيث قال: والمراد بالذين قالوا اتخذ الله ولدا هنا المشركون الذين زعموا أن الملائكة بنات الله، وليس المراد به النصارى الذين قالوا بأن عيسى ابن الله تعالى، لأن القرآن المكي ما تعرض للرد على أهل الكتاب مع تأهلهم للدخول في العموم، لاتحاد السبب..... وجملة: ما لهم به من علم ـ حال من الذين قالوا، والضمير المجرور بالباء عائد إلى القول المفهوم من قالوا، ومن لتوكيد النفي، وفائدة ذكر هذه الحال أنها أشنع في كفرهم وهي أن يقولوا كذبا ليست لهم فيه شبه، فأطلق العلم على سبب العلم كما دل عليه قوله تعالى: ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه { المؤمنون: 117} وضمير به عائد على مصدر مأخوذ من فعل قالوا أي ما لهم بذلك القول من علم. اهـ.

وقد ذكر أبو حيان أقوالا غير هذا.

وأما العلم باستكبار الملحدين وكذا العلم بأن الناس اعترفوا بربوبية الله تعالى في عالم الذر فهذا غير واجب ولهذا لا يؤثم من جهل ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني