الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الزواج من فتاة رغم رفض أم الزوج

السؤال

هل يجوز عقد قراني على رجل ترفضني أمه زوجة له دون سبب؟ وهو يصر على الزواج مني وأمه تصر بعدم رضاها دنيا وأخرى على ابنها الوحيد في حالة زواجه مني، فما العمل؟ وهل أتركه لأجل رضا أمه؟ أم أوافقه على إكمال الزواج بيننا على أمل أن يتم الصلح بينه وبين أمه في المستقبل القريب؟ مع العلم أن أمه هي من تقدمت لخطبتي ولم يتم فسخ خطبتها مني خلال سنتين حتى إنني سألتها أكثر من مرة هل تريدينني زوجة لولدك؟ فلم تعطني إجابة، بل أبدت رغبتها في سعادة ولدها، وتمت رؤيتي لها في كل مناسبة ولم ترفضني إلى أن أرسلت صديقة لها تخبر والدتي بأنها ترفضني تماماً زوجة لابنها، لأنني لم أرق لها ولأن بشرتي سمراء وتتشاءم مني دون حجة واضحة، أفيدوني ما العمل؟ وهو يصر على الزواج بي تاركاً أمه ولا يوجد بينهما تواصل وتم طرده من المنزل لهذا السبب، أريد له الراحة والرزق ولكن أمه غاضبة منه ولا أشعر براحة لكوني السبب، فهل صحيح أن أمه ليس لها الحق في اختيار شريكة حياته؟ مع العلم أنه تمت خطبته لفتاتين قبلي فرفضتهما لأسباب وعيوب واهية، فهل هي الغيرة؟ وبعد يومين من المفترض أن يكون عقد القران أخاف أن أندم على رغم أننا مرتاحون وراضون بالنصيب، وأهلي رغم رفض أمه وأخلاقها السيئة صبروا وأبدوا موافقتهم لإصرار الخطيب على الزواج تاركاً أمه وهو ابنها الوحيد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يلزم خطيبك طاعة أمه في ترك الزواج منك إذا هي أصرت على الرفض دون مسوّغ، ولا يكون عاقا بمخالفتها في زواجك، لكن عليه برها والإحسان إليها، وانظري الفتوى رقم: 168011.

وإذا كان الأمر كذلك فلا يحرم عليك أن تتزوجيه رغم رفض أمه زواجه منك، بل لو افترض أن طاعة أمه تجب عليه في ترك الزواج منك فليس ذلك مما يمنع صحة الزواج، لكن الأولى أن يسعى الرجل لإقناع أمه واسترضائها ولا ننصحه بمخالفة أمرها، وإذا أردت فسخ الخطبة خوفا من عواقب رفض الأم لزواجه منك فلا حرج عليك في ذلك، وننصحك قبل الإقدام على الأمر بمشاورة عقلاء الأهل واستخارة الله عز وجل، وراجعي في كيفية الاستخارة الفتوى رقم: 103976.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني