الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كنت قد سألت هل يجوز استعمال الكريمات لتفتيح البشرة في الفتوى ( 2364370 ) وحسب ما فهمت أنه يجوز خصوصا أن هذه الكريمات لا تعطي نتيجة واضحة، ولم أسأل عن التقشير ولكنكم ذكرتموه في الإجابة، وصراحة لم أسأل عنه لأنني لم أكن قد سمعت بهذا الحديث من قبل ولم أكن أتخيل بأنه حرام، ولم أكن لأعرف هذا الشيء أبدا لو لم تذكروه، وأنا الحمد لله لا أنتف حاجباي من أجل ألا أكون من الملعونات، وأنا صراحة بعد أن سمعت الإجابة قلقت ويجب أن أسأل لأنني أستعمل ( حسب وصفة الطبيب) حبوب ريتان تعطى عن طريق الفم لمعالجة حب الشباب وتنقية الوجه (نظرا لأن بشرتي سمراء فهي معرضة للتصبغ والبقع، وكذلك أعاني من بعض حب الشباب (نسبة قليلة جدا بالمقارنة مع غيري ولكن الطبيب قال لي إنه يوجد حب شباب) وبعض الحفر الصغيرة جدا على خدي قال لي الطبيب إنها آثار الحبوب وهي صغيرة جدا جدا، وكذلك بشرة وجهي تغير لونها عن لون جسمي كثيرا بسبب التعرض للشمس كل يوم، و ربما الكثير من البنات يعانين من ذلك ولا يفكرن بمعالجة بشرتهن، ولكن هذا الأمر بالنسبة لي كان يضايقني لأن لون وجهي تغير وأصبح أغمق من لونه الأصلي، وزادت الحبوب في وجهي والرؤوس السوداء، علما أن هذا الدواء لا يفتح لون البشرة وهو ليس علاجا للتفتيح
ويستمر العلاج لمدة خمسة أشهر، وهذا الدواء صحيح أنه يستخدم لمعالجة حب الشباب ولكنه أيضا يقوم بتقشير البشرة ولكن فقط على الخدين والأنف، لذلك يوحد لونها وينقيها من الشوائب، علما أنه في النشرة المرافقة للدواء غير مكتوب أنه يقشر ولكنه عمليا يقوم بذلك، وقد أخبرني الطبيب أنه يقوم بشفاء تام بنسبة عالية من حب الشباب إن شاء الله ( إذا أحببتم تأكدوا من الأطباء الذين في قسم الاستشارات الجلدية عن آلية الدواء) وقد أنهيت الشهر الأول من العلاج وسأنهي الشهر الثاني، والآن وجهي يقشر على الخدين ولا أستطيع أن أوقفه لأن بعض المناطق في وجهي قد قشرت وبعضها لم يبدأ بالتقشير، وإذا أوقفته ربما سأعاني مشاكل أكثر من قبل لأن البقع ستزداد في وجهي.
-- فهل علي إثم لأنني لم أكن أعرف أن التقشير حرام قبل أن أبدأ بالعلاج ولن أعرف لو لم تذكروه في الإجابة، ولم يبق لي الآن غير 3 أشهر فقط من العلاج، علما أن التقشير يحدث فقط على الخدين والأنف؟ فماذا أفعل وهل أأثم إذا استمررت به لأنني لم أعلم من قبل وقد بدأت وتورطت وخاصة أن العلاج بالأصل لحب الشباب ولكنه بنفس الوقت يقشر البشرة حتى يزول الحب، وبذلك يحس الشخص بأنها أنقى وأصفى لأن البشرة أصبحت نظيفة؟
--وهل هذا يعتبر تغييرا لخلق الله لأنه يقضي على حب الشباب نهائيا عند غالبية عظمى من المرضى، أم أن حب الشباب لا يعتبر شيئا يولد مع الإنسان وبالتالي يستطيع التخلص منه، ولا أظن أن هناك أحدا يقول إن هذا الحب لا يزعجه حتى ولو كان بنسبة ضئيلة، خاصة أنه يظهر في مرحلة الشباب؟ وقد رأيت أن تناول الحبوب أفضل لي من المراهم والكريمات، لأنني أتوضأ لكل صلاة تقريبا والمرهم و الكريم لا يناسبان ذلك.
-- وهذا الدواء سيرجع بشرتي كما كانت، أي أنني لا أعاني من شيء والبشرة نظيفة وخالية من الحبوب و الاسمرار، وأخذته لزيادة الجمال والنضارة.
--وهل هذا الحديث الذي ذكرتموه بالفتوى السابقة صحيح، فكلنا نعرف أن الملعونات في الحديث الصحيح : الواصلة والمستوصلة, والواشمة والمستوشمة, والنامصة والمتنمصة. ولم يذكر القاشرة والمقشورة؟ وهذا الحديث الذي ذكرتموه بحثت عنه فوجدت أن الشيخ الألباني قد ضعفه، وإذا كان كل حديث ضعيف يجب أن نعمل به للاحتياط عندها لم يبق فرق بين الصحيح والضعيف ولو كانت هذه (القاشرة والمقشورة ) صحيحة لكانت موجودة في الحديث الصحيح المشهور الذي كل النساء تعرفنه حتى يتقين التقشير.
أرجوكم تأكدوا من الحديث وطمئنوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن القاشرة والمقشورة. حديث ضعيف كما قال غير واحد من أهل العلم، وقد بينا ذلك في الفتاوى التي ذكرناه فيها. ولكن الأخذ بما دل عليه من التحريم قال به كثير من أهل العلم، لما في تقشير الوجه من التغيير لخلق الله، ولما قد يترتب عليه من الضرر.
وأما تحسين الوجه وإزالة الكلف وآثار حب الشباب وغيره فلا بأس به ولا يعتبر تقشيراً. وسبق أن بينا أن الأدوية التي تزيل حب الشباب وأثرها أو غير ذلك من الأمراض للعلاج لا مانع من استعمالها شرعا ولو أدى ذلك إلى تقشير الجلد، ما لم يكن هناك مانع من ضرر أو نجس. وانظري الفتوى رقم: 74542.
ولذلك فالدواء المذكور لا حرج فيه إن شاء الله تعالى.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى أرقام: 70684، 7452، 22216.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني