الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل ما يضاف لله تعالى من قول أو فعل لا يعتبر مخلوقا

السؤال

هل الأحكام الشرعية المستمدة من أوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه تعتبر مخلوقة أم لا تعتبر مخلوقة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كل ما يضاف لله تعالى من قول أو فعل لا يعتبر مخلوقا، فكلام الله وأمره ونهيه، وحكمه وإيجابه، وتحريمه ليس مخلوقا، وقد مايز الله بين الأمر والخلق في قوله: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {الأعراف:54}.

وأما أفعال العباد ومنها استنباطاتهم واجتهاداتهم فهي مخلوقة مثل سائر أفعالهم، ومنها أصواتهم بالتلاوة لقول الله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ.

وقال البخاري: والقرآن كلام الله غير مخلوق، ثم ساق الكلام على ذلك إلى أن قال: سمعت عبيد الله بن سعيد يقول: سمعت يحيى بن سعيد يعني القطان يقول: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة، قال البخاري: حركاتهم وأصواتهم وأكسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين، المثبت في المصاحف المسطور المكتوب، الموعى في القلوب، فهو كلام لله، ليس بخلق، قال: وقال إسحاق بن إبراهيم يعني بن راهويه: فأما الأوعية، فمن يشك في خلقها. قال البخاري: فالمداد والورق ونحوه خلق، وأنت تكتب الله فالله في ذاته هو الخالق، وخطك من فعلك وهو خلق لأن كل شيء دون الله هو بصنعه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني