الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل المتوسَل به الدنيوي هل أجره كأجر الأخروي

السؤال

إذا سألتُ الله عزّ وجلّ مسألة دنيوية بعمل صالح أحسَبُني أخلصتُ فيه لله، فهل يذهب أجر وثواب ذلك العمل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز سؤال الله تعالى والتوسل إليه بالأعمال الصالحة رغبة إليه في جلب المنافع ودفع المضار، ولم نجد من ذكر أن العمل المتوسَل به ينقص أجره سواء كانت الحاجة المطلوبة دنيوية أو أخروية، ومن المعلوم أن أَصْحَابِ الْغَارِ الثَّلَاثَةِ الذين توسلوا إلى الله تعالى بأفضل ما عملوا كانت حاجاتهم تتعلق بالدنيا وهي التفريج عنهم، ففي المنهج القويم في اختصار ـ اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ للمؤلف: محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن يعلى: أما التوسل، والتوجه إلى الله وسؤاله بالأعمال الصالحة التي أمر بها كدعاء الثلاثة الذين آووا إلى الغار وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم، فهذا مما لا نزاع فيه، بل هو من الوسيلة التي أمر الله بها في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ـ فإن ابتغاء الوسيلة: هو طلب ما يتوسل به أي: يتوصل ويتقرب به، سواء كان على وجه العبادة، أو كان على وجه السؤال له والاستعاذة به، رغبة إليه في جلب المنافع ودفع المضار. انتهى.

وانظر الفتوى رقم: 28845.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني