الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الصلاة على النبي صلى لله عليه وسلم سبب لسرعة الزواج

السؤال

لوسمحت ياشيخ، لقد سألت شيخا عن أن زواجي قد تأخر كثيرا، فقال: صلي على النبي بهذه الطريقة ساعة في اليوم، وهي: اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ولكني أشعر بالنعاس وعدم التركيز عندما أقرؤها بهذه الطريقة، وأصبحت أقرؤها بهذه الطريقة وهي: اللهم صل وسلم عليك يا رسول الله.
فهل هذه الطريقة كذلك لها أثر على الزواج أو تسريع الزواج؟ وهل لها مدة محددة؟ وهل لابد للإنسان أن يكون مركزا عندما يقرأ الأذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ وبماذا تنصحني؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب لتفريج الهموم، وقضاء الحوائج كلها، وقد قال صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب لما قال له: أجعل لك صلاتي كلها؟: ( إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك ) وهو حديث حسن، رواه الترمذي وغيره.

وقد ألف العلماء الأسفار المسفرة في فضائل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ومزاياها، ولكننا لم نجد ما يدل على خصوصية تيسير الزواج بها دون غيره من الحوائج، ولعل الشيخ الذي أفتاك إنما أراد هذا.

وعلى هذا فإن الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لغرض تيسير الزواج لا شك داخل في عموم الحوائج، إلا أن تحديد ذلك بعدد معين، أوقدر معين، تخصيص فيما لم يرد الشرع فيه بالتخصيص، وهو من البدع الإضافية التي ينبغي اجتنابها والبعد عنها ما أمكن.

وأما عن صيغتها: فلا شك أن كل لفظ لا يتضمن مخالفا مجزئ، وخيرها ما صح من الصلاة الإبراهيمية المعروفة، إلا أن الصيغة التي ذكرت: ( اللهم صل وسلم عليك يا رسول الله ) ينبغي العدول عنها لعدم سلامة تركيبها اللغوي ولفساد معناها.

وأما عن التركيز: فإن حضور القلب في الذكر عموما، أعظم أجرا، وأبلغ أثرا من الذكر بمجرد اللسان، ولكن الذاكر بلسانه فقط دون استشعار المعنى له أجر إن شاء الله تعالى، وإن كان أجره أقل من أجر من ذكر بقلبه ولسانه معا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني