الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقيقة خوف النبي صلى الله عليه وسلم الله جل وعلا

السؤال

في سؤالي المجاب عليه بالفتوى رقم: 184773، لم أكن أسأل عن معنى الصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وإنّما تعجبتُ من قول المؤلّف أنّه ينبغي أن يُخافُ من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مخافة إجلال وتعظيم، فهل هذا صحيح؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالكلام الذي سألت عنه في السؤال السابق ليس في معنى الخوف من النبي صلى عليه وسلم، ولعل تشكيل كلمة يخاف بضم الياء خطئا أوهم السائل ذلك؛ لكن سياق الكلام يدل على أن المراد خوفه صلى الله عليه وسلم من ربه، ونصه: ومعنى السّلام تأمينه صلّى الله عليه وسلّم ممّا يخافه على أمّته، لأنّه معصوم، نعم يخاف صلّى الله عليه وسلّم خوف إجلال ومهابة، إذ هو أشدّ النّاس قربا إلى الله تعالى. انتهى كلامه.

فالخوف هنا خوف النبي صلى الله عليه وسلم من ربه -كما هو واضح- ففي المواهب اللدنية بالمنح المحمدية للقسطلاني: وأما خوفه صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا .. فهو خوف مقرون بمعرفة، وقال صلى الله عليه وسلم: أنا أتقاكم لله، وأشدكم له خشية ـ إلى أن قال.. فالخوف لعامة المؤمنين، والخشية للعلماء العارفين، والهيبة للمحبين، والإجلال للمقربين، وعلى قدر العلم والمعرفة يكون الخوف والخشية، كما قال صلى الله عليه وسلم: إني لأعلمكم بالله، وأشدكم له خشية، رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا. رواه البخاري.

ولا شك أن هذه الأوصاف كلها متوفرة في النبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني