الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم حرق أوراق تالفة تحوي آيات ومعها مجلات وصور

السؤال

كانت عندي أوراق فيها آيات من القرآن الكريم وبعض كتب الفقه وليست عندي حاجة فيها فقمت بحرقها وحرقت معها مجلات وصورا ومن ثم دفنت الجميع في حفرة واحدة، فهل آثم بهذا الفعل؟ وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان قصدك أن هذه الأوراق والكتب التي كانت عندك تصلح للاستعمال ولكنك أحرقتها، لأنه لا حاجة لك بها، فالجواب أنه لم يكن يجوز لك أن تحرقها؛ لما في ذلك من إضاعة المال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال. متفق عليه.

وكان عليك أن تحتفظ بها أو تعطيها لمن ينتفع بها.. وما دمت قد حرقتها فإن عليك أن تتوب إلى الله وتستغفره، وإن كان قصدك أنها لا تصلح للاستعمال وأنك أردت التخلص منها بالحرق فجمعت بين أوراق القرآن الكريم وأوراق الصور.. قبل حرقها، فإننا لا نرى عليك حرجا في ذلك طالما أن الأوراق كلها طاهرة وليس فيها قذر، وقد يكون من الأفضل أن يحرق كل منهما وحده تعظيما لحرمة القرآن، فقد قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ {الحج:30}.

ولا حرج عليك بعد ذلك في دفنهما بعد الحرق في مكان واحد، لأن الحروف قد ذهبت وانتهت بالحرق، وانظر الفتوى رقم: 134486.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني