الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقوق الوالدين قد يؤثر على تغير أحوال العبد

السؤال

أنا الوحيدة من بين أخواتي وإخواني مزاجي عصبي جداً وأغضب من أشياء بسيطة وهذا السبب يجعلني أحيانا أضايق أمي وأبي أو حتى أحيانا عندما أود أن يكفا عن ازعاجي أتظاهر بأنني سأضرب، لأنني لا أستطيع التحمل كباقي إخوتي وخصوصا أختي ودائماً أمي تفضلها علي لذلك السبب، وأمي تدعو علي دائماً بالموت أو عدم التوفيق في الزواج مستقبلا وسرعان ما ترضى، لكن عندما أعود لإغضابها تدعو علي، فهل يكون مقبولا دعاؤها؟ والآن والحمد لله أصبحت أستطيع أن أسيطر على أعصابي ولكن إن شاء الله أبقى على هذا الحال لكن أحيانا تبدر مني أشياء تغضب أمي ولكن سرعان ما تندم أمي على دعوتها سابقا علي، علما بأنني خائفة الآن، لأن حياتي لم تعد كالسابق، فهل يكون ذلك رحمة من الله ليأجرني؟ أم بسبب إغضابي لوالدي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن إغضاب الوالدين ومضايقتهما من العقوق، والعقوق من أكبر الكبائر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين ـ وكان متكئا فجلس ـ فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور. رواه البخاري ومسلم.

واحذري دعاء الوالدين، فإن دعاءهما على ولدهما مستجاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده. أخرجه الترمذي وصححه ابن حبان.

وعلى الأم الحذر من الدعاء على أبنائها، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك حيث قال: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم. أخرجه مسلم.

وحدَّة الخلق وسرعة الغضب ليست عذرا في الإساءة إلى الوالدين، ولا مانع من أن يكون سبب ما تجدينه من تغير حال العقوق، فالواجب التوبة إلى الله من ذلك العقوق والمبادرة بالإحسان إلى الوالدين ولزوم برهما، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 107909، 50556، 118625، 158729.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني