الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حول الحيض والاستحاضة والصفرة والكدرة

السؤال

اسمحوا لي أن أريكم التلخيص الذي فهمته من أحكام الحيض لتصححوه لي وأن أسألكم أسئلة متعلقة به:
1ـ الحيض: هو دم أحمر داكن, رائحته نتنة, يصاحبه نزول قطع وألم في الظهر, مغص.
2ـ الاستحاضة: دم أحمر فاقع لا يصحبه قطع, رائحته عادية, لا يرافقه ألم.
3ـ الكدرة: دم لونه بني قاتم, رائحته كريهة.
4ـ الصفرة: دم لونه يميل للصفرة.
5ـ علامات الطهر: نزول القصة البيضاء أو الجفوف من الدم مهما كانت صفته، ويحصل الجفوف إذا بقي يوم وليلة.
6ـ أقل الطهر 15 يوما ـ أي بعد رؤية علامة الطهر.
7ـ الكدرة والصفرة إن كانت متصلة بالحيض قبله أو بعده فهي حيض.
8ـ الدم إذا نزل خلال 15 يوما بعد رؤية علامة الطهر تعتبر المرأة مستحاضة مهما كان هذا الدم ـ كدرة أو صفرة أو حتى دم الحيض المعروف وإن صحبه ألم وقطع ما دامت في فترة أقل الطهر ـ فتتوضأ لكل صلاة.
9ـ بعد 15 يوما إذا ظل نزول الدم وكان كدرة أو صفرة تبقى مستحاضة، أما إذا كان دم حيض فتصبح حائضا تمتنع عن الصلاة والصوم.
والسؤال هو: دورتي دائما تبدأ بالكدرة ـ أي متصلة معها ـ وأحيانا يصحبها ألم وأحيانا بدون ألم وتنتهي بالكدرة ودائما أتوقف عن الصلاة عندما أراها في أول الحيض وآخره، وفي شهر 8 أتتني في 14 من الشهر واستمرت 10 أيام وبعدها طهرت 9 أيام ثم بدأ مغص الدورة فنزلت علي الكدرة ولكنني اعتبرت نفسي مستحاضة لأنه لم تمر 15 يوما على الطهر فأتوضأ لكل صلاة وأصلي وبعدها بدأ دم الحيض لكنني بقيت مستحاضة لأنه لم تمر علي 15 يوم على الطهر مع أنها كلها أعراض الدورة، والسؤال: إذا انتهى دم الحيض في اليوم 15 واليوم 16 بدأت الكدرة التي دائما دورتي تنتهي بها هل أغتسل وأصلي وأتوضأ لكل صلاة وأعتبر نفسي مستحاضة، لأن دم الحيض الذي سبقها لم يعتبر حيضا، لأنه كان في مدة أقل الطهر؟ وإذا بقي دم الحيض لليوم 16 وبعده نزلت الكدرة أعتبرها من الحيض، لأنه سبقها دم الحيض وبالتالي أتوقف عن الصلاة، في الأحوال العادية التي تأتيني بها الدورة مرة في الشهر الكدرة التي أراها متصلة بالحيض قبله أو بعده هي حيض ودائما أفعل ذلك؟ أما بعد الطهر فإنه استحاضة وإن استمرت بعد أقل الطهر، وأيضا طهري يحصل بالجفوف وقرأت أنه حتى نقول إنه صار جفوف يجب أن أبقى يوم وليلة بدون دم أو كدرة أو صفرة، فهل أصلي بعد انتهاء هذا اليوم والليلة وأتريث أم متى ما شعرت ولو بساعة بالجفوف أغتسل وأصلي؟
الخلاصة: بعد رؤية علامة الطهر نبقى 15 يوما نصوم ونصلي مهما كانت صفة الدم النازل حتى لو كان حيضا، وبعد 15 يوما إذا استمر نزول الدم الذي ليس بحيض يكون استحاضة إذا كان دم حيض تكون حائضا ولكن يجب أن يحمل كل صفات الحيض وليس صفتين أو ثلاث، أرجوكم صححوا لي معلوماتي وأجيبوني على أسئلتي، هل تعاقب المرأة إذا لم تصل لأنها ظنت أنها حاضت أو إذا صلت وظنت أنها طهرت، لأنه كثيرا ما يصيبني الشك؟ وكيف يكون عند مذهب مثلا أنه إذا أتى الحيض هو حيض في أي وقت وإن كان قبل 15 يوما من أقل الطهر وفي مذهب آخر لا يعتبر حيضا حتى مرور أقل الطهر وبهذا هناك نساء ستصلي ونساء لن تصلي؟ أرجوكم أجيبوني بسرعة قبل انتهاء 15 يوما حتى أعرف ماذا أفعل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبعض ما ذكرته خطأ وبعضه صواب وبعضه مما ذهب إليه بعض العلماء وإن خالف المفتى به عندنا، ونحن نجمل لك ما نراه لازما لك مما يسهل عليك الأمر، فاعلمي أن الأصل فيما تراه المرأة من الدم أنه دم حيض، ولا يحكم بكون المرأة مستحاضة إلا إذا رأت الدم في زمن لا يصلح أن يكون فيه حيضا، وأكثر مدة الحيض خمسة عشر يوما، وأقل الطهر بين الحيضتين على المفتى به عندنا ثلاثة عشر يوما، فإذا انقطع الدم لأقل من خمسة عشر يوما فجميعه حيض، وإذا عاد الدم بعد أكثر من ثلاثة عشر يوما فهو حيضة جديدة، وإذا لم يمكن جعل الدم العائد حيضا بأن تجاوزت مدته مع ما قبله من الدم وما بينهما من نقاء خمسة عشر يوما ولم يكن بينهما أقل الطهر الذي هو ثلاثة عشر يوما فقد تبين أن المرأة مستحاضة، وللمزيد حول ضابط زمن الحيض انظري الفتوى رقم: 118286.

وحول الدم العائد ومتى يكون حيضا ومتى يكون استحاضة انظري الفتوى رقم: 100680.

وأما الصفرة والكدرة فالمفتى به عندنا أنها تكون حيضا في زمن العادة أو إذا كانت متصلة بالدم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 134502.

والطهر تعرفه المرأة بإحدى علامتين الجفوف أو القصة البيضاء، فإذا رأت إحدى هاتين العلامتين لزمها أن تبادر بالغسل، ومن العلماء من يرى أن لها أن تتلوم اليوم ونصف اليوم إذا رأت الطهر بالجفوف، لأن من عادة الدم أنه يجري وينقطع، ولكن المفتى به عندنا لزوم أن تبادر بالغسل، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: ولا يحل لها إذا رأت الطهر ساعة إلا أن تغتسل.

وانظري الفتوى رقم: 118817.

فإذا ضبطت هذه القواعد علمت الوقت الذي يكون فيه ما ترينه من الدم أو الصفرة والكدرة حيضا والوقت الذي يكون فيه ذلك استحاضة، فإذا صرت مستحاضة فإنا قد بينا الواجب على المستحاضة فعله في الفتوى رقم: 156433، فانظريها.

ولا إثم على من تركت الصلاة تظن أنها حائض ثم بان لها العكس، ولا على من صلت تظن أنها مستحاضة ثم بان لها العكس؛ لأن الله تعالى تجاوز لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، لكن الواجب على من تركت الصلاة تظن أنها حائض أن تقضي ما تركته من صلوات، وأما اختلاف المذاهب فالواجب على المرأة أن تقلد من تثق بقوله من أهل العلم وبذلك تبرأ ذمتها ولا يلزمها شيء غير هذا، وانظري لبيان ما يفعله العامي إذا اختلفت عليه الفتوى الفتوى رقم: 120640.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني