الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تتخوف من الزواج بسبب حفلات الأعراس

السؤال

أنا فتاة عمري 28 سنة, مقبلة على الزواج - إن شاء الله – قريبًا, حيث تقدم لي شخص ووافقت بعد تردد؛ حيث كنت ممتنعة عن الزواج بالكلية؛ لأسباب عدة من أهمها: ما يكون من منكرات في حفلات الزفاف, فصدقًا أنا أكره هذه المنكرات من العري, والغناء الماجن, والاختلاط, ودخول الرجال على النساء في قاعة الزفاف, ولبس ما يسمى (بالدبل), والرقص من قبل الحاضرات, عدا عن ملابسهن الكاسية العارية, إضافة إلى التصوير بالفيديو والصور الفوتوغرافية, وأحيانًا أخرى الطلب من العروسين الرقص بما يسمى (سلووو) وثوب العروس الذي يظهر كل مفاتنها للحاضرات, إضافة إلى ما يسمى (تورتة العروسين), والسهر الطويل ليلة الزفاف, وغيرها من الأمور التي - واللهِ ثم واللهِ - هي سبب امتناعي عن الزواج وحضور حفلات الزفاف كلها, فأنا لا أحب أن أفعل شيئًا يغضب بسببه ربي, ولا أحب أن أقابل نعمة الله بمعاصٍ قدر استطاعتي, وما يزيد الطين بلة أن الناس اعتادوا هذا, ولو تحكمت في بعض الأمور - كأن أجعل فستان العرس مكتملاً غير مظهِر للمفاتن مثلا - فماذا عن باقي الأمور التي تخرج عن سيطرتي, وليست حسب ما يريده الله ويريده رسوله - صلى الله عليه وسلم -؟
وإضافة لذلك حَفُّ الحاجبين - خاصة أن حاجبي من النوع العريض وغير المنظم - ولم أحفهما ولا مرة في حياتي رغم منظرهما.
أرجوكم أنا محتارة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نود أن نلفت النظر أولاً إلى أنه ينبغي للفتاة أن لا ترتضي غير ذي الدين والخلق خاطبًا لها، فإن صاحب الدين والخلق أحرص على أن يكون زواجه موافقًا لمقتضى الشرع, وخاليًا عن المعاصي والمنكرات، وهو بذلك يغنيها عناء التفكير والخشية من أن يحدث شيء من ذلك في زواجها، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -:" إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه......الحديث", فإذا كان خاطبك من هذا الصنف فالحمد لله.

وبكل حال: يمكنك أن تشترطي على خاطبك أن لا يشتمل الزواج على منكرات، فإن ارتضى ذلك فبها ونعمت، وإن أصر على فعلها فلا نرى لك الرضا به.

وننبه إلى أمر مهم وهو الاستشارة والاستخارة في هذه الأمور، فذلك من دواعي التوفيق، وصدق من قال: ما خاب من استخار ولا ندم من استشار, وراجعي الفتوى رقم 19333.

وننبه أيضًا إلى ضرورة الحذر من أن تنقلب تلك التخوفات إلى وساوس وخواطر ترد الفتاة بها الخطاب لأدنى سبب، فهذا قد تكون له عواقب سيئة، ومن ذلك أن يجبن الشباب عن الإقدام على خطبتها فتصبح بعدها عانسًا لا زوج لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني